ربع مقال

فقط.. افعلوا الخير يا سادة..

د . خالد حسن لقمان

وقفت امرأة ثرية على طريق سريع بعد أن تعطلت سيارتها ولم تجدِ محاولتها لإيقاف أحد لمساعدتها.
وقد مضى عليها الوقت وبدأ الظلام يزحف عليها مع رذاذ من المطر وفجأة توقفت بجوارها سيارة قديمة الصنع يسوقها شاب نظرت إليه وإلى السيارة وترددت هل تصعد أم تبقى.. ولكنها ومع الموقف الصعب قررت الصعود في السيارة وفي الطريق وقد تبددت مخاوفها سألت الشاب عن اسمه وعمله فأخبرها أن اسمه “آدم” وعمله سائق أجرة فاطمأنت له وعاتبت نفسها لسوء ظنها به فإذا هو شديد التهذيب، ولم ينظر إليها حتى وصلت إلى المدينة وهي تعتزم أن تعطيه أكثر من ما سيطلب من أجرة، وعند بلوغها للنقطة التي تريدها طلبت منه التوقف ونزلت وهي تسأله كم حسابك؟ فقال لها: لا شيء!! هتفت فيه: لاااا لا يمكن أنت ساعدتني وأوصلتني.
فقال لها: (وقفت لأساعدك لا للأجرة فقد كنت في موقف تحتاجين فيه للمساعدة.. فقط افعلي الخير يا سيدتي).. قال هذا وانصرف يحمل وجهه همه المبهم تاركاً المرأة في ذهول تام لتقف بعد حين أمام محل صغير للقهوة والمرطبات فدخلت وطلبت من العاملة كأس قهوة.. أتت العاملة بالقهوة وقد لفت نظرها شحوووب وجهها مع كبر بطنها لحد ملحوظ فبادرتها:.. أنت متعبة لِمَ لا ترتاحين؟ قالت العاملة: أوفر ما يكفي لمصاريف ولادتي.. ثم ذهبت لتأتي المرأة بباقي من حسابها ولكنها لم تجدها فنظرت يميناً وشمالاً فلم تجد سوى ورقة صغيرة كتب عليها (تركت باقي الحساب هدية لك) فرحت المرأة كثيراً وقلبت الورقة لتجد كلاماً آخر (وتركت ما تحت الطاولة هدية لمولودك فقط افعلي الخير يا أختاه).
كادت تصرخ من الفرح وهي ترى مبلغاً يساوي مرتبها (6) أشهر، لم تتمالك دمعتها من الفرح وذهبت سريعاً مستأذنة من عملها تسابق الريح لإفراح زوجها فدخلت البيت مسرعة تنادي زوجها: (آدم.. فرجت.. فرجها الله) ومضت تخبره القصة فقرأ رسالة المرأة لزوجته وتوقف عند عبارة: (افعلي الخير يا أختاه) فدمعت عيناه وقد نظر خلسة للسماء بانكسار وخشوع..
– قد يكون أحدهم قد صاغ هذه القصة من وحي خياله ولكن لا ضير أيها السادة فقط: (افعلوا الخير).

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية