{ يبدو واضحاً حالة التدهور والتردي التي أصابت الكثير من المرافق الصحية في بلادنا ككل، ومستشفيات العاصمة الخرطوم على وجه الخصوص، صارت من الأمراض المزمنة التي استعصى علاجها.. حتى أن المجلس الاستشاري بوزارة الصحة الاتحادية أطلق تحذيرات من انهيار القطاع الصحي.
{ وقالها أعضاء المجلس بصريح العبارة إن أيلولة المستشفيات الاتحادية للولايات أصبحت (كارثية) على النظام الصحي الكلي بالسودان .
{ والواقع يقول على الرغم من أن بعض المستشفيات التي ظهرت عليها ملامح التغيير إلى الأفضل في السنوات الأخيرة، ومن بينها مستشفى “أحمد قاسم” بمدينة بحري، ولكن تبقى الكثير من المستشفيات في حالة متأخرة من التردي وفي مقدمتها المستشفيات التابعة للقطاع الحكومي وهي الأكثر تدهوراً .
{ أما المستشفيات والمراكز الصحية بجميع الولايات بجانب التردي البيئي للأسف الشديد نجدها تفتقد الكثير من الاحتياجات – الأجهزة الطبية والكوادر الطبية من الكفاءات في جميع التخصصات الطبية – حتى لا يضطر المريض من بعدهم إلى التحول إلى المستشفيات الخرطومية الخاصة بحثاً عن الأمان الطبي.
{ أما فيما يخص عالم طب الحوادث والطوارئ نجد غالبية المستشفيات الكبيرة خاصة بالولايات، تفتقد لأبسط ما يحتاجه أصحاب الحالات الطارئة خاصة مرضى القلب ومرضى الفشل الكلوي والمصابين بأزمات الصدر وأمراض التنفس مثل الأوكسجين وغيره من الأدوية المعالجة والمنقذة للحياة التي لا تتوفر في الصيدليات التجارية.
{ كثير ما ذكرنا بأن المواطن السوداني لم يعد يأمل في تحسن الأوضاع المعيشية وانحصرت آماله وأحلامه فقط في أن يجد حظه في العلاج وهو حق طبيعي من مسؤوليات الدولة التي ينبغي أن تكون صحة المواطن من أبرز اهتماماتها، لأن عافية المواطن تعني عافية الاقتصاد وعافية التنمية والعمران (العقل السليم في الجسم السليم).. فلا يمكن لاقتصاد أن ينتعش ولا تتحقق تنمية على أيدي مواطنين تمكن منهم مرض لا يجدون له علاجاً أو دواءً.
{ وكثيراً ما نبهنا إلى أن المواطن السوداني، رغم حالة الإحباط التي ظل يعيشها فإنه مازال يأمل في تحسين أوضاع المستشفيات ولتسهيل كل الخدمات الطبية من مرحلة الكشف الطبي والتشخيص والفحوصات بكل مراحلها ثم مرحلة بداية العلاج الميسر وتوفير الأدوية خاصة المنقذة للحياة عندها سوف يصل للناس الإحساس بالأمان والطمأنينة فيقبلون على الحياة والعمل بروح يسودها الأمل ويغمرها اليقين بأن هناك من المسؤولين في القطاع الصحي من يهتم بأمرهم ويسعى لتوفير مناخ صحي يدفعهم لمزيد من العمل والإنجاز.
{ نتمنى أن تعود الدولة مجدداً لدعم المواطن طبياً وتعود لتقديم الخدمات الصحية التي كان يتلقاها في الزمن الجميل من مباشرة من وزارة الصحة الاتحادية، مثل المعاينة المجانية للطبيب والرسوم الرمزية للفحوصات الطبية ثم دعم الدواء حتى يتوفر لمواطن بسعر مخفض .
{ وضوح أخير :
{ أين التميز يا هؤلاء؟ معقولة بس المريض يدفع رسوم العملية كاملة (على داير المليم) ثم يلف ويدور ليجد نفسه مضطراً لشراء لبسة العملية (المريلة) من نفس المكان، ثم إن التميز الطبي أو الصحي يبدأ وينتهي بالنظافة والبيئة الخارجية تسبق الداخلية والخارج عنوان الداخل..