بيان واشنطن حول اتفاق الجنوب.. يضع العقدة أمام منشار الوساطة
الخرطوم – فائز عبد الله
نحو شهر، شهدت الخرطوم سباقاً ماراثونياً لطي ملف الصراع الجنوبي ـــ جنوبي، وكان التوقيع على اتفاق قسمة السلطة قاب قوسين، بيد أن وفد الحكومة الذي طالب بنسبة (80%) من حصص السلطة لم يحضر.
وعبرت المعارضة بقيادة “رياك مشار” عن خيبة أملها إزاء موقف وفد حكومة جنوب السودان حول توقيع مقترح قسمة السلطة بالرغم من الإعلان المبكر لجوبا رفض مقترح قسمة السلطة قبل وبعد إعلان الوساطة عن المقترح بعد التعديلات في عدد الوزراء ومنصب نواب الرئيس ومجلس الولايات، غاب وفد الحكومة عن حفل التوقيع، لتعلن الوساطة بعد غدٍ (الخميس)، موعداً جديداً للتوقيع.
الخرطوم أكملت استعدادها لختام الحدث الأبرز في فصل الحرب الجنوبية جنوبية بعد الانفصال، والتي اندلعت في العام 2013، بين أكبر فصيلين شكلا الحركة والجيش الشعبيين، فصيل الرئيس الفريق “سلفا كير” ونائبه “رياك مشار”، بيد أن البيان الصادر من الخارجية الأمريكية أمس الأول، وصف اتفاق السلام المنعقد بالخرطوم، باتفاق النخبة، والاتفاق الثنائي بعد أن تبقت (72) ساعة على الموعد المعلن للتوقيع. ومطالبة واشنطن بإشراك النساء ورجال الدين وكل القوى الحية في الاتفاق، يضع عراقيل غير محسوبة أمام الوساطة.
}موقف “مشار”
مدير الإعلام “فوك بوث” لـ(المجهر) أمس، قال إن المعارضة رفضت المقترح المقدم من قبل الوساطة لأنه لم يقسم السلطة بشكل متكامل للأطراف، وإن “مشار” لن يقبل باتفاق جزئي وإن المعارضة نظرت المقترحات البديلة للوساطة، وأضاف “بوث” أن عدم توقيع اتفاقية السلام في موعدها يؤكد عدم التزام نظام جوبا بالاتفاقية، وأشار إلى أن الرئيس “سلفا كير” رفض المقترح بحجة عدم الاستجابة للوساطة، لافتاً إلى أن تحالف المعارضة رفض المقترح الأول، وأشار إلى أن بعد أن أجرى تعديلات جديدة تقبلت المعارضة المقترح البديل، لأنه يمثل حلاً شاملاً وعادلاً، وقال إن رغبة الحكومة والمعارضة في التوصل إلى تسوية، ستؤدي إلى انهيار المحادثات.
}تطلعات المواطن الجنوبي
وقال البرلماني “قارواج لام فول” إن حكومة جوبا رفضت المقترح بحجة أنه لم يحقق تطلعات المواطن الجنوبي، ويمنح المقترح المعارضة بقيادة “رياك مشار” نسبة (30%) من السلطة، وأضاف أن مجموعة المعتقلين السياسيين تم منحها نسبة (5%) من السلطة، وأشار إلى أن المقترح قسم السلطة بصورة عادلة إلا أن تمسك جوبا بعد التوقيع يضع الكثير من التساؤلات، وأوضح أن المعارضة تلتزم بضرورة معالجة جميع القضايا العالقة وستقوم بتوقيع اتفاقية قسمة السلطة حال قبول حكومة جوبا بالاتفاقية، وقال إن الموعد المحدد بعد غدٍ، وتخوف “قرويج” من عراقيل قد تقوم بها حكومة جوبا لعملية السلام، وأوضح أن “سلفا كير” لا يرغب في معالجة الوضع الإنساني والسياسي وإحلال السلام وإعادة التنمية، وأضاف أن المعارضة توافقت على مقترح السلطة.
}تنصل “جوبا”
وقال مصدر بالجبهة الديمقراطية المعارضة فضّل حجب اسمه، لـ(المجهر)، إن حكومة الجنوب تضع عراقيل لخرق المحادثات الجارية بالخرطوم، وتسعى لقفل الطريق ووصول الأطراف إلى طريق مسدود، وأضاف مصدر أن الإبقاء على منصب “تعبان دينق قاي” كنائب في الحكومة الانتقالية مرفوض لجميع الأطراف، وقال إن تنصل حكومة جوبا عن اتفاقية تقسيم السلطة خلال (72) ساعة من تحديد موعدها، يؤكد عدم جدية “سلفا كير” في حل الأزمة، واتهم المصدر نظام جوبا بالسعي لتقويض عملية السلام، وأشار إلى أن تقاسم السلطة يمنح المعارضة حقاً شرعياً في المشاركة في الحكومة الانتقالية المقرر لها ثلاثة أعوام حسب الاتفاقية الموقعة، وهدد المصدر بالانسحاب عن المفاوضات حال استمرار نظام جوبا في وضع العراقيل في المحادثات، مضيفاً أن مجهودات الخرطوم في إزالة العقبات والخلافات أسهمت بنسبة (65%) في ملف السلطة، ولكن تمسك نظام جوبا بالإبقاء على “تعبان دينق قاي” في منصبه كنائب أول يهدد سير المفاوضات.
وأضاف أن المقترح ناقش مسألة تقسيم الولايات (32) ولاية وتقليصها بحجة إعادة ميزانية الدولة.
}المقترح جديد
قال مصدر بالتحالف لـ(المجهر)، إن التحالف رفض المقترح قبل تعديله بالمقترح الجديد لقسمة السلطة، وأضاف أن التحالف طالب بتعديل المقترح ووضع الملاحظات الضرورية ومناقشة جذور المشكلة الأساسية في الجنوب والتزامات حكومة جوبا بالاتفاقية، وأضاف المصدر أن مقترح السلطة وجد توافقاً شاملاً من جميع الأطراف السياسية بما فيها الأحزاب للتوصل إلى تسوية سياسية، وأوضح أن تأجيل توقيع الاتفاق يؤكد عدم رغبة جوبا في التمسك بالسلام لاستمرار الرئيس “سلفا كير” في السلطة، وطالب الوساطة بضرورة الضغط على حكومة الجنوب للالتزام بالمحادثات ومقترح البديل لتقسيم السلطة.
}تعديلات المقترح
عضو منظمات المجتمع المدني بالتفاوض “بيتر أمنويل” يكشف لـ(المجهر) عن إجراء تعديلات لمقترح الخرطوم التوفيقي مع جميع الأطراف، وقال إن الوساطة ستضيف مقترحات جديدة للفرقاء لحل نقاط الخلاف في السلطة والحكومة، وأشار إلى أن الوساطة قدمت المقترح لتجاوز الصعوبات وتقريب وجهات النظر التي اعترضت توقيع اتفاقية قسمة السلطة قبل ثلاثة أيام.
وأضاف أن الوساطة أجرت تعديلات في المناصب الحكومية بإضافة (350) عضواً للبرلمان، ومنصب نائب خامس للرئيس “سلفا كير”، وأشار إلى أن الوساطة سلمت الأطراف مقترح التعديلات، ونفى الحديث عن وجود “تعبان دينق” في السلطة أو الفترة المقبلة بالحكومة الانتقالية، وقال إن المقترح تم تعديله بناءً على مطالب المعارضة، وأكد أن الأطراف أبدوا قبولهم للمقترح البديل وسيتم التوقيع بعد مناقشته.
وأضاف “أمنويل” أن المقترح الجديد ضم “رياك مشار” نائباً أول في الفترة الانتقالية، وأن تتم إضافة ثلاثة نواب من المجموعات المعارضة والأحزاب السياسية وخمسة مناصب للمرأة، وإضافة (35) وزيراً إلى مجلس الوزراء و(350) إلى البرلمان، بجانب إضافة ولايات جديدة لـ(32) ولاية، وأن يتم تحديد موعد للفترة الانتقالية قبل (180) يوماً تحت رئاسة شخص أجنبي، وطالب المقترح الأطراف بالالتزام بمخرجات الاتفاق الخاصة بمسألة الولايات، ومنح المقترح “رياك مشار” نسبة (30%) في السلطة، وأشار إلى أن مطالبة “سلفا كير” بنسبة (80%) تؤكد عدم رغبته في السلام.
وقال إن مقترح الخرطوم تم تعديله بإضافة منصب خامس للرئيس “سلفا كير” وأن المقترح مرفوض لأنه لم يعالج المشكلة الأساسية لجميع الأطراف، وأضاف أن الخرطوم قامت بتعديل المقترح لأجل حل الأزمة بصورة نهائية وحاسمة.
وقال إن الوساطة أكدت أنها لن تعود إلى نقطة البداية في أي خطوة جديدة.