رئاسة الجمهورية تحتسب القيادية السياسية البارزة د. “فاطمة عبد المحمود”
الخرطوم – المجهر
احتسبت رئاسة الجمهورية عند الله تعالى الدكتورة “فاطمة عبد المحمود” القيادية السياسية ، والتي لبت نداء ربها أمس الأحد بالعاصمة البريطانية لندن بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء في ساحات العمل الوطني بمختلف مجالاته خدمةً لوطنها ومواطنيها .
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان لها، تلقت (المجهر) نسخة منه : إن رئاسة الجمهورية تؤكد إسهاماتها الوطنية في المجالات السياسية والصحية والاجتماعية، ومشاركتها الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني، ووثيقة الحوار الوطني ، والسلام والأمن .
ولدت د. “فاطمة عبد المحمود” بأم درمان عام (1944)، وحصلت على بكالوريوس الطب من جامعة موسكو للصداقة(1967). كما نالت ماجستير الصحة العامة وإدارة المستشفيات من العاصمة الروسية موسكو (1971).
وحصلت على ماجستير طب الأطفال وصحة الأسرة وتنمية المرأة من جامعة كولومبيا الأميركية عام(1984). وحازت زمالة تخصص طب الأطفال أكاديمية العلوم الطبية العليا من بودابست في المجر عام(1991). وتقول سيرتها الذاتية: إنها زاملت الرئيس الأميركي “باراك أوباما” بجامعة كولومبيا الأميركية بنيويورك بين عامي (1979 و1984).
أسست الفقيدة أول حزب تقوده امرأة ، واختارت له اسم التنظيم الذي أوجده “النميري” قبل ذلك بعقود، حيث كانت واحدة من ألمع وزرائه والمقربين له، وتترأس حاليا حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي، وهي بذلك أول امرأة سودانية تقود حزباً، كما أنها عضو مجلس شورى اتحاد المرأة السودانية، ورئيسة شعبة العلاقات الأوروبية والأميركية بالمجلس الوطني.
تعد الوزيرة السابقة من أشد المنافحات عن حقوق المرأة، وأيدت في عهد “النميري” تخصيص حصة برلمانية (كوتة) للنساء لا تقل عن (25%) من جملة مقاعد البرلمان. وعلى الصعيد الحزبي شغلت منصب أمينة المرأة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي، وسكرتيرة اتحاد نساء السودان في ذلك العهد.
تولت منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية في عهد “النميري”، كأول امرأة سودانية تتقلد منصباً وزارياً وعمرها آنذاك 28 عاماً. وعاونت “النميري” كوزيرة وأمينة للمرأة وعضو بمجلس الشعب وعينت مستشاراً عاماً له حتى آخر أيامه.
اختارتها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بباريس والأمم المتحدة ضمن أكثر (60) امرأة تميزاً في العمل العام ببلادهن عبر العالم. وكانت قد حازت على ميدالية “سيرز” الذهبية للأمم المتحدة في عام (1975)، بوصفها من أميز ثلاث نساء في العالم إلى جانب رئيسة وزراء الهند الراحلة “أنديرا غاندي” ، ورئيسة سريلانكا السابقة “شاندريكا باندارانايكا”.
تنوعت نشاطات “فاطمة عبد المحمود” خلال مسيرتها المهنية والسياسية، فهي مشارك أساسي في لجنة الاستثمار الأميركية السودانية بالسودان (1982)، وترأست الوفد السوداني لأول مؤتمر للأمم المتحدة بنيويورك في مجال تنمية المرأة والسكان (1974).
وحاضرت في عدد من الجامعات العالمية وجامعات الخليج وجامعة كولومبيا الأميركية، وأسست شركة الخليج للاستشارات البترولية والتجارية في إمارة أبو ظبي (1987). وهي مديرة كرسي اليونسكو للمرأة في العلوم والتكنولوجيا.
أصدرت عدداً من الكتب، التي تتعلق بقضايا المرأة مثل : المرأة وأرض البطولات، المرأة والتنمية الاقتصادية، المرأة من خلال خطب الرئيس “جعفر نميري” (1974)، المرأة والتنمية الريفية، المرأة ومنظمات المجتمع المدني. وتخوض “فاطمة عبد المحمود” معركة انتخابات رئاسة السودان تعزيزاً لدور المرأة.
وترشحت الفقيدة لانتخابات رئاسة الجمهورية عام (2015)، وتعتبر أول امرأة تنال عضوية مجلس الوزراء عام (1975م) .
ورئاسة الجمهورية إذ تحتسبها، تدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته وأن يلهم آلها وذويها الصبر وحسن العزاء “إنا لله وإنا إليه راجعون” .