لماذا تحتفي صحافتنا دائماً بسقوطها في وحل الشخصانية؟، هل فقدنا رسالتنا الإعلامية التي تذهب في طريق رفع مستويات الوعي العام والاهتمام بالقضايا ذات الأبعاد الإنسانية والوطنية، صرنا نحتفي بالتفاهات، أخبار الدعارة ومهتكات المجتمع، انحدارنا الأخلاقي المريع، بعيدين كل البُعد عن قضايا الأمة وقوت البسطاء وحقوقهم التائهة بين دهاليز الأجندات السياسية والذاتية للكتاب وأصحاب القرار في دورة النشر اليومية، هالني جداً الاحتفاء فظاعة، بجريمة النائب البرلماني الذي قبض عليه متلبساً يواقع سيدة في بيت مهجور في إحدى الولايات، خبر بهذا الإنحطاط تصدر صفحات صحيفة كبيرة ذات شأن بين رصيفاتها، في مشهد فضائحي يوحي بتشفي مقيت، وكأن الستر بات نبل عندنا والفضائح ديدننا، ماذا استفاد القارئ من هكذا خبر ليتصدر قائمة النشر، والبسطاء تنهشهم هموم لقمة العيش، وسد رمق الأفواه الجائعة جراء سياسات الدولة الاقتصادية الفاشلة، أم أن أخبار الجنس والدعارة هي متنفس رئة الصحافة المخنوقة.
(2):
اسمح لي أستاذنا الشاب، وزميلنا الصحافي الناجح “عبد الماجد عبد الحميد” أن أوجه لك نقداً يليق بقامتك كناشر ورئيس تحرير، وأنت لست بمعارض، بل ابن الإنقاذ البار، بيانك الذي جاب الأسافير واحتفى به البلهاء والعوام، ممن يجدونه يصب في نهر عداوتهم غير المبررة للجارة مصر، أليس من الأجدى بك وأنت من صحافيي السُلطة أن تحتسب اعتذار الجهة التي هاتفتك لتبلغك بمنعك من حضور مؤتمر الرئيس السيسي، أن تحتسبه ثمناً نبيلاً لتعود مياه العلاقات الدبلوماسية بين حكومتكم ومصر؟ أم أن الانتصار لذاتك كعادة معظم شباب الإسلاميين أعمى بصيرتك من موقف وطني كبير كان سيحسب لك.
العلاقة مع مصر تضيف للسودان أكثر مما تخصم منه، باعتبارها عمقاً تاريخياً واجتماعياً لا ينكره إلا مكابر، كفاكم عبثاً بمصالح شعبنا الذي يقيم في مصر بالملايين، يتلقى علاجه هناك بعد أن تدنى مستوى الخدمة العلاجية في السودان، ويترفه هناك بعد أن حرمتموه حتى متنفس شارع النيل، كفوا أقلامكم البائسة عما يفيد وطننا وشعبنا.