حوارات

السفير الإيراني بالسودان "جواد تركبادي" لـ (المجهر): (2)

{ قال وزير الخارجية “علي كرتي” إنه علم برسو السفن الإيرانية من وسائل الإعلام.. أنتم في علاقتكم بالسودان مع من تتعاملون؟.. هو قال بالنص إنكم قدمتم طلباً لهذه السفن فيما مضى لوزارة الخارجية وهو رفضه.. فما هي الجهة التي قدمتم لها الطلب؟
– أنا أؤيد كلام معالي وزير الخارجية، بأننا قدمنا الطلب لوزارة الخارجية، أنا لم أر رفضاً، هو لم يقل أعطينا السفارة رفضاً.. أريد أن أقول، نذكر ونؤيد كلام معالي وزير الخارجية بأننا قد طلبنا من خلال وزارة الخارجية رسو هذه السفن، والترتيبات قد تمت بصورة رسمية، هذه ليست (قشة) حتى تأتي وتذهب.. نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي السوداني ونتعامل مع السودان ككل، وأنا أؤيد كلام معالي وزير الخارجية الذي قال (تلقينا الطلب)، وأنا أقول نحن في هذا التعامل اتخذنا المنحى الذي سمح به لنا.
{ تكررت الضربات الإسرائيلية ضد السودان.. لماذا لم تقدموا له وسائل دفاع حقيقية خاصة أنكم تدعون إلى تعاون الدول الإسلامية مع بعضها البعض؟
– يجب أن يكون معلوماً للإخوان هنا، أننا على استعداد تام لتقديم ما نستطيعه بناء على الطلب.
{ معنى ذلك أن الحكومة السودانية لم تطلب منكم المساعدة حتى الآن؟
– هل تريدون أن تقولوا لي ماذا يجب أن تفعل حكومة السودان، هذا ليس شأني.. إذا تريدون أن تقولوا ماذا تفعل حكومة السودان؟ اذهبوا وخاطبوها هي.
{ مقاطعاً.. ولكن هذا أخوك الصغير؟
– لا لا، هذا أخي العزيز.
{ أنت يُفترض أن تحميه.. فما جدوى العلاقة بين السودان وإيران مع تكرار الضربات؟
– أنا أنصح إخواني بهذا القول (رب ضارة نافعة)، لتوقظنا جميعاً هذه الأحداث، ولنتوجه لجهاد زراعي، يزرع هذه الأرض بثمار تصبح كلها حجارة سجيل ترجم ذلك الباطل، جهاد علم نبني من خلاله طاقاتنا العلمية، وجهاد صناعة نصنع فيه قدراتنا، وجهاد قوة نبني فيه طاقاتنا، ونتصدى بحجمنا الحقيقي لعدو هو تافه استغلظ بدعم أمريكي منحاز للباطل.. نحن أقوياء، والسودان أقوى، وندعو الله أن تكون هذه نواة لهذه الحركة الجامعة لهذا البلد، الذي يستطيع وهو قادر أن يتصدى ويقف ضد هذه الهجمة.
{ فتح ضرب (اليرموك) باب التأمل- هذا من ناحية- ومن ناحية أخرى يرى مراقبون أن ما حدث هو بروفة لضربة قادمة تعدُّ إسرائيل لتوجيهها إلى إيران.. كيف يقرأ الخبراء عندكم ما حدث؟
– لقد قلت هذا وأكرر.. لقد فهم الإستراتيجيون والخبراء في إيران أن إسرائيل تخاف الهجوم على إيران وتريد التلويح بعصا مكسورة.
{ ألا تخشى أو تتوقع إيران مثل هذه الضربة؟
– نحن لا نخشاهم، ولن نخشاهم، نحن نرى أنهم يجهزون أنفسهم لكي يهاجموا، ونقول إننا أيضاً نهيئ أنفسنا لكي ندافع، ونعتبر الدفاع عن ذاتنا وكياننا وعن تقنياتنا حقاً مشروعاً.
{ تحدث الإيرانيون عن وسائل ردع موجعة في حال تعرضها للعدوان من إسرائيل.. ما هي هذه الوسائل التي تعدّها إيران؟
– لقد أُعلن عن الكثير منها في الحقيقة، لأننا قمنا بمناورات عسكرية غطت كامل التراب الإيراني والمناطق الحيوية التي يجب أن يكون لدينا الاستعداد الكامل للتصدي لأي عدوان عليها.
{ بعيداً عن ما حدث لـ(اليرموك) واللغط الذي أثير حول دور إيران فيه.. هنالك أحاديث متكررة عن أن إيران شحيحة فيما تعطيه للآخرين خاصة فيما يتعلق بالملفات الاقتصادية وهذا يقودنا إلى السؤال عن حجم العلاقات التجارية والاقتصادية بين السودان وإيران؟
– أود أن أسألكم.. أنتم بدأتم بـ(اليرموك) وما حدث فيه والآن تقولون إن (اليرموك) لا شيء؟!
{ عفواً سعادة السفير.. لم نقل إن (اليرموك) لا شيء.. وإنما بعيداً عنه؟
– لا أفهم بالضبط ما تقصدونه.. تقولون إن (اليرموك) قُصف والآن تقولون إنه لا شيء!!
{ نحن نقصد بسؤالنا حجم الاستثمارات التجارية بين السودان وإيران؟
– أنا أؤكد لك أن إيران ليس لديها سقف للتعاون مع السودان، ولها الاستعداد الكامل لما يريده ويرغبه الإخوة في السودان لكي تتعاون لما فيه خير ومنفعة البلدين.
{ هل توجد خطط ومقترحات جاهزة في هذا الشأن؟
– نعم، هنالك خطط موضوعة وهي كثيرة وتدرس حالياً وفي طريقها إلى التنفيذ.. ولماذا هي غير موجودة؟ ومرة أخرى أؤكد أننا على استعداد لتلبية كل ما يطلبه منا الأشقاء في السودان.
{ حالياً.. هل توجد مشاريع اقتصادية واستثمارية ملموسة على الأرض؟
– أنت تقول لي هل هنالك مشاريع؟ وأنا أقول لك وأكرر، إن إيران مستعدة لتقديم كل شيء للسودان متى ما طلب منها ذلك. ولا أريد أن أتدخل وأقول أنا موجود إن طلبت.
{ نلاحظ أن إسرائيل قفزت إلى العمق وتحالفت مع جارة السودان الجنوبية- دولة الجنوب- وهذا التحالف أصبح معلناً ومكشوفاً ويجد صدى له في الأوساط العالمية.. أنتم في إيران ألا يقلقكم مثل هذا النوع من التقارب والتحالف في عمق السودان الجنوبي؟
– نحن أساساً نرى أن الكيان الصهيوني يعيش أزمة خوف وقلق دائم، وكل هذه المناورات التي يقوم بها من التغلغل في الجنوب أو أي مكان آخر في العالم الإسلامي أو أفريقيا أو الشرق الأوسط، أو سمه ما شئت، أو أية محاولة أخرى من التغلغل أو الابتزاز التي يقوم بها في أوروبا أو أمريكا، أو أي تجهيز آخر، كل هذا يُبرز أن هذا الكيان خائف وهو يعيش في أزمة لأنه كيان غاصب وليس له أرض وليس له حق، وهذا الكيان الخائف أنا لا أخاف منه، وانتبه للمؤامرات التي يقوم بها والأحابيل التي يحيكها لينجو، ومحاولة فرض خلاف بين الشيعة والسنة، والعرب والترك، وعرب وفرس، وأتراك وأكراد، وتقسيم دول العالم الإسلامي التي هي أم التاريخ والحضارات والانقضاض على خيراتها وبركاتها، وهذا المشروع لن يمرر. ونحن أخذنا هذا الدرس منذ بداية الثورة الإسلامية المباركة، وسماحة الإمام كان يقول لنا: الآن إيران وغداً فلسطين. ونحن نعلم أن هذا الكفاح والجهاد وهذا النضال صعب وطويل ومعقد، ولن تمر علينا الحيل، ولن نفقد البوصلة ولن نُخدع. وعلينا جميعاً أن نتماسك ونتحد.
{ لكن تبدو بعض القوى العربية غير متماهية ومقتنعة بما تنادي به لدرجة أن مسؤولاً إسرائيلياً قال إن توجيه ضربة لأيران سيسعد بعض الدول العربية؟
– طبعاً كلام المسؤول الإسرائيلي غير صحيح، وهذا ما يدعيه وليست الحقيقة.
{ يعني أنه لا يوجد أو ما يشير إلى وجود خلاف بين إيران وبعض الدول العربية ودول الخليج تحديداً؟
– هذا ليس صحيحاً؛ لأن كل دول الخليج ترى في قوة إيران قوة لها، ولسنا ضعفاء لنتيح لأجنبي أن يهيمن ويسيطر علينا. وهذا دليل على أن الأمة بخير وهي قوية. ونحن لن نضل الطريق، عدونا إسرائيل، ولن نعادي إلا إسرائيل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية