عز الكلام

لن يستقيم الظل والعود أعوج

واضح جداً أن القبضة الرقابية في الأسواق لا وجود لها، وأن الانفلات في الأسعار والاختلاف فيها ما بين مكان وإلى آخر تؤكد أنه كل زول شغال على كيفه وعلى حسب ما يمليه عليه ضميره، وهي فرضية إن اعتمدت عليها الحكومة تكون بتغش في نفسها، لأن لغة الربح والتسابق عليه أعمت الكثيرين من رحمة المواطن الذي يتقلب في نيران السوق التي طالت القوت الضروري، إذ لا يعقل أن يصل سعر كيلو الطماطم التي كانت تسد رمق البسطاء وتستر حالهم كان عجنوها بكسرة، إلى مائة جنيه في بلد حدادي مدادي تفيض حاجته من المياه والأرض الخصبة المعطاءة، مما يجعل مساحات الدهشة تتمدد أن كيف يرتفع سعر الخضر والفاكهة وهي منتج محلي إلى هذه الدرجة من الغلو والمبالغة والمبرر الوحيد في رأيي لذلك أن مافيا السماسرة هي التي تحكم قبضتها وتخنق المواطن وتسيطر تماماً على الأسواق في انعدام حقيقي للسلطة الرقابية التي تقف متفرجة وعاجزة عن حماية المواطن الغلبان، وخلوني أقول إن هذه السلبية للجهات الرقابية خاصة في ولاية ممتدة ومترامية الأطراف كالخرطوم، بلا شك تغري ضعاف النفوس بالتكسب على حساب المواطن الذي يفترض أن تحميه حكومة الولاية، بل تشكل غرفة عمليات وطوارئ ميدانية تطلق يدها تماماً في مراقبة الأسواق والاطمئنان على وصول البضاعة مباشرة من المنتج إلى المستهلك، وقد حدثني قبل أيام أحد المزارعين أن كيلو الخيار مثلاً يفترض أن يكون سعره الطبيعي عشرة جنيهات بدلاً عن الأربعين التي يباع بها الآن، وقال لي إن وطنيته وإنسانيته دفعته إلى محاولة بيع منتجاته مباشرة داخل السوق، لكنه تفاجأ بما لم يكن يتوقعه وسلسلة السماسرة أحكمت خناقها عليه وتم إقصاؤه عن محاولة بيع منتجه مباشرة، ولم يجد أمامه غير الاستسلام (لقانون الغاب) وهزمته سطوة السماسرة، فباع خياره واتخارج من السوق، وهذا ينطبق على المنتجات الأخرى من شاكلة اللحوم البيضاء والبيض وما إلى ذلك، وهذا معناه بمنتهى الوضوح أنه ليست لدينا أزمة أو مشكلة حقيقية في الإنتاج تؤدي للندرة أو ارتفاع الأسعار بهذا الشكل المبالغ فيه، نحن عندنا مشكلة حقيقية في الضمير، ومشكله حقيقية في الحكومة الما شايفة شغلها وتخلت عن مسؤولياتها تجاه المواطن الذي يفترض أن يكون في كنف حمايتها ورعايتها، وتركته نهباً لأطماع الطامعين.
فيا سيدي والي ولاية الخرطوم تحديداً، الولاية المكتظة بالسكان والتي تحرك مؤشر الأحداث سلباً وإيجاباً، قم بدورك الحقيقي كما كان يفعل السلف الصالح من الولاة كابن “الخطاب” و”عمر بن عبد العزيز”، وهؤلاء مرجعيتهم وشعاراتهم إسلامية كما مرجعيتكم وشعاراتكم (أو كما تقولون) تماماً، والدين ليس هتافات من شاكلة “هي لله”، الدين يا سيدي معاملة وواضح جداً أن كل المعاملات التي تسود هذه الولاية منتهية الصلاحية وتحتاج لمراجعة عاجلة.
}كلمة عزيزة
الدور الذي تلعبه الخرطوم الآن بين فرقاء الجنوب، دور طبيعي ومنطقي بالتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، وهي ذات المعطيات التي يجب أن تجعل من السودان بلداً محورياً ومؤثراً في القارة الأفريقية، وهو تأثير ينبغي أن ينبني على مصالحنا الإستراتيجية، في عالم لغة المصالح فيه هي التي تحكم العلاقات وتحرك مؤشر اتجاهاتها.
أتمنى أن يعود السودان لدوره الطليعي كأخ أكبر عاقل وراشد مسموع الكلمة.
}كلمة أعز
بصراحة بتحرق دمي عندما أسمع أن ولاية الخرطوم في طريقها لاستجلاب بصات جديدة لحل مشكلة المواصلات في ظل بنية تحتية تعبانة من شوارع ومواقف مواصلات وكمان أزمات وقود متكررة، فيا جماعة الخير لن يستقيم الظل والعود أعوج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية