تقارير

غياب وفد حكومة جوبا في توقيع ملف قسمة السلطة تساؤلات واستفهامات!!

الخرطوم – فائز عبد الله
خيبة أمل أصابت المعارضة الجنوبية بقيادة “رياك مشار” ومجموعة الأحزاب السياسية المعارضة الأخرى، بعد انتظار دام أربع ساعات لوفد حكومة جوبا، الطرف الثاني في الاتفاق للتوقيع على قسمة السلطة.
فمنذ طرح الوساطة مقترح قسمة السلطة، تحفظ الوفد الحكومي على المقترح الذي دفعت به الوساطة أمس الأول، وبعد ترغب وآمال خرج زعيم المعارضة “رياك مشار” غاضباً برفقة زوجته “إنجلينا تانج” من قاعة المحادثات، كانت “إنجلينا” ترتسم على وجها ابتسامة لممثلي المعارضة المرابطين خارج قاعة المفاوضات، للترحيب بـ”مشار” وصحبه، بيد أن “مشار” تغيرت ملامح وجهه، وقبل أن يمتطي سيارته أسر بكلمات للأمين العام للمعارضة “بيتر ربنقو تنقو” الذي تحدث إلى الحضور بأن ممثل المعارضة سلقي تنويراً عن غياب وفد “سلفا كير” بعد أن تم إخطار “مشار” بأن وفد جوبا دفع بمقترحات وملاحظات لأجل تأجيل التوقيع على ملف قسمة السلطة.
حالة من الهدوء سادت بين وفد المفاوضين وممثلي المجموعات المعارضة لحكومة الجنوب، فبعد خروج “رياك مشار” تغيرت ملامح قيادات وممثلي المعارضة الذين ترقبوا إعلان اكتمال ملف السلطة وإخطارهم بأنه تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى حسب إعلان الوساطة بالخرطوم.
}رسالة مكتوبة
وقال وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد الدخيري” إن الوساطة تم إخطارها عبر رسالة مكتوبة في الساعة الخامسة مساءً، من قبل حكومة الجنوب، طالبت فيه بضم وفدها إلى المفاوضات واللحاق بها، وأضاف أن جوبا قدمت مقترحات جديدة تحصلت وفقها الحكومة القائمة على نسبة (80%)، على أن توزع نسبة الـ(20%) على المجموعات المعارضة كلها، وأعلن “الدرديري” عن تأجيل الوساطة التوقيع على الاتفاقية إلى أجل غير مسمى، بسبب غياب وفد الحكومة الذي طالب باعتماد التعديلات التي دفع بها، وأشار “الدرديري” إلى أن الوساطة لن ترضى بالعودة إلى المربع الأول المتعلق بقسمة النسب الذي اتفق عليها الأطراف سابقاً، وقال إن الدور الذي تلعبه الوساطة يتمثل في تقريب وجهات النظر بين طرفي الاتفاق للوصول إلى تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف، مضيفاً أن الوساطة أجرت العديد من الاتصالات وتلقت مثلها من حكومة جوبا لأجل الالتحاق بالتوقيع، إلا أن الرسالة المكتوبة تسببت في تأجيل الاتفاق إلى حين إشعار آخر.
بينما قال ممثل الحركة الشعبية بالمعارضة “أقوك مكوك” إن المعارضة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه سابقاً، وإن “مشار” حريص على أن تكتمل مبادرة الخرطوم، لطي الخلاف، وأشار إلى أن حكومة جوبا تضع الكثير من العراقيل لنسف المحادثات لأجل الاستمرار في السلطة.
}غياب الإرادة السياسية
واتهمت قيادات سياسية حكومة جوبا بالسعي لإجهاض محادثات الخرطوم، لغياب الإرادة السياسية، وأجمعت تلك القيادات في حديثها لـ(المجهر) على أن “سلفا كير” يحاول الاحتفاظ بمنصبه لأجل البقاء في رئاسة الحكومة بالاستمرار في وضع العراقيل التي تعيق عملية السلام، وأشاروا إلى أن المعارضة أكدت حضورها ورغبتها وأن غياب وفد حكومة “سلفا كير” يؤكد عدم رغبته في إحلال السلام، والاستمرار في الحرب، وقال ممثل الأحزاب السياسية لـ(المجهر) “فكتور أوجول” إن حكومة جوبا طالبت في المقترح الجديد بنسبة (80%) في السلطة وعدم منح المعارضة والأحزاب السياسية حقوقها الدستورية، وأضاف أن البرلمان الحالي فقد شرعيته وأن الحكومة أيضاً فقدت شرعيتها ولا تمثل الدولة، وقال إن “سلفا كير” بات لا يريد غير إفشال عملية السلام ليستمر في الحكم والسلطة، مؤكداً التزام الأحزاب السياسية بعملية السلام حال وجدت إرادة سياسية لحكومة “سلفا كير” في عملية المباحثات.
}عرقلة مقترح الوساطة
البرلماني “قارويج لام فول” قال إن التعديلات التي تم الدفع بها في مقترح قسمة السلطة وافقت عليها الأحزاب ورفضتها حكومة “سلفا كير” لا لشيء، فقط لعرقلة سير المحادثات، وأضاف أن المعارضة أخطرت الوساطة بهذه المعوقات التي تقوم بها حكومة جوبا وعدم جديتها في التوصل إلى عملية تسوية سياسية عادلة وشاملة ترضي جميع الأطراف، وأشار إلى أن النسبة التي تطالب بها حكومة الجنوب تؤكد مواصلتها في خرق الاتفاقيات ولا ترقب في عملية السلام، لافتاً إلى أنها لم تلتزم بالوقت المعلن الذي حدد لتوقيع الاتفاقية والآن تقوض الاتفاقية بحجة أن لديها مقترحات وملاحظات جديدة في مقترح الوساطة الذي وافقت عليه جميع قوى المعارضة بما فيهم دكتور “رياك مشار” والأحزاب السياسية الأخرى.
ولعل ما ذهب إليه في حديثه لـ(المجهر)، البرلماني “جاستن جوزيف” من أن النسبة التي تم اقتراحها لأجل توقيع ملف السلطة، تعلقت بمقاعد البرلمان ونواب الرئيس ومجلس الولايات وتقليص عدد الولايات من (32) ولاية إلى (10) كمقترح بديل لأجل توفير الميزانية، وأشار إلى أن هذه الولايات يطبق فيها نظام الحكم الفدرالي بطريقة مباشرة.
وأوضح “جوزيف” أن النسبة التي تتحدث عنها حكومة “سلفا كير” تم الاتفاق عليها أثناء حضور ممثلي حكومته بالخرطوم، وأضاف أن جوبا سعت لفشل توقيع ملف السلطة لأنها ترفض منح المعارضة مقاعد بالبرلمان ومناصب نواب الرئيس وأعضاء لمجلس الولايات، وترفض تقليص عدد الولايات من (32) ولاية إلى (10) كمقترح بديل لأجل الاستمرارية في استنزاف موارد الدولة ونهب المال العام وعدم توفير الميزانية لها، وأشار إلى أن هذه الولايات يطبق فيها نظام الحكم الفدرالي بطريقة مباشرة.
وقال مصدر بالجبهة الديمقراطية بالمعارضة فضّل حجب اسمه لـ(المجهر)، إن حكومة الجنوب تضع عراقيل لإفشال توقيع ملف السلطة بالخرطوم، والضغط على المعارضة لأجل الوصول إلى طريق مسدود، وأضاف أن الغرض من هذه العراقيل الإبقاء على منصب النائب “تعبان دينق قاي” في الحكومة، وأضاف أن غياب وفد جوبا يؤكد عدم جدية “سلفا كير” في التفاوض وحل الأزمة، واتهم المصدر نظام جوبا بالسعي لتقويض عملية التوقيع للاحتفاظ بالسلطة بعد أن فقدت الحكومة شرعيتها، وأشار المصدر إلى أن تقاسم السلطة يمنح المعارضة حقاً شرعياً في المشاركة في الحكومة الانتقالية التي فترتها ثلاثة أعوام حسب الاتفاقية الموقعة، وهدد المصدر بالانسحاب عن المفاوضات حال استمرار نظام جوبا في وضع العراقيل في المحادثات، مضيفاً أن مجهودات الخرطوم في إزالة العقبات والخلافات أسهمت بنسبة (65%) في ملف السلطة، ولكن تمسك نظام جوبا بالإبقاء على “تعبان دينق قاي” في منصبه كنائب أول، يهدد سير المفاوضات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية