فيديو المنشية!!
لماذا تلجأ دوما إدارة إعلام الشرطة إلى نفي الحادثة ، ومن ثم التراجع فيما بعد حتى أضحت صورتها شائهة أمام المواطن؟، عندما قُتل الشاب “سامر”، قتيل شارع النيل، هرعت شرطة ولاية الخرطوم عبر ناطقها الرسمي إلى إصدار بيان ركيك ومرتبك، يحوي جملة من التناقضات ، وتضارب المعلومات حتى اضطرت إلى إصدار آخر بعد أيام، عندما وجدت نفسها مضطرة إلى مواجهة الحدث الذي تحول إلى قضية رأي عام في دقائق، وكال الناس الانتقادات لبيانات الشرطة المرتبكة، مما جعلها في مأزق حقيقي يحتم عليها مواجهة الأمور كما هي عليه.
أمس.. قالت إدارة الشرطة ، إن الفيديو الذي نشر في الأسافير، ويحمل مقطعاً لجنس علني في وضح النهار، إنه مفبرك، بل وتم تصويره في دولة الصومال، وبعد انتشرت صور حديثة للشارع مسرح الجريمة، اضطرت إلى إعلانها القبض على مصور الفيديو ، مما يعني اعترافاً ضمنياً بأن مقطع الفيديو قد تم بالفعل تصويره في أحد أحياء الخرطوم.
معلوم أن شرطة السودان تعتبر من أميز إدارات البوليس في أفريقيا، وقد وجدت إشادات عالمية، لفكها طلاسم جرائم كبيرة في ساعات، منها جريمتا مقتل دبلوماسيين أجانب في الخرطوم(اسباني، ونيجيري)، مما يعني أنها تحظى بثقة دول وحكومات، وتميزت فرق المباحث بحرفية عالية، ودقة، وسرعة في فك طلاسم الجرائم الأكثر تعقيداً من جريمة ممارسة رجل وامرأة للجنس في شارع مهجور.
حالة التخبط التي تعاني منها إدارة إعلام الشرطة في الأونة الأخيرة كافية لزعزعة ثقة الناس في عمل الشرطة مجتمعة، ونسف كل النجاحات التي حققتها وزارة الداخلية ورئاسة شرطة السودان في تاريخها الناصع البياض، يجب إعادة النظر في مسألة التصريحات الصحافية المرتبكة، والتريث في مسألة التحدث للإعلام بدون معلومات كافية حول القضية موضوع الاهتمام، حتى لا تتضارب التصريحات كما يحدث الآن، وتضع رئاسة الشرطة في موقف حرج.