أخبار

خربشات

1
أقلعت بنا الطائرة الرئاسية الأنتنوف صباح (الثلاثاء) نحو العاصمة الزامبية لوساكا عند التاسعة بالتوقيت المحلي، الطائرة التي صُنعت في ثمانينيات القرن الماضي تعتبر من الطائرات القديمة التي تستخدم للنقل، وهي بطيئة نوعاً ما ، مقارنة بالطائرات الحديثة، الوفد الذي يشارك في قمة الكوميسا صغير جداً يكشف عن حالة التقشف التي تعيشها البلاد، وزير دولة بالصناعة د. “عبده داؤود” والسفير “عبد الرحمن حمزة” وعدد محدود جداً من حراسات نائب رئيس الجمهورية، ود. “الفاتح الحسن” مدير مكتب النائب، يقرأ في كتاب وهو من القلائل الذين يحكمون ويقرأون، وهبطت الطائرة في مطار الأبيض للتزود بالوقود، ولم يجب المسؤولون عن أسباب التوقف بالأبيض، وفي غياب مولانا “أحمد هارون” بدأت الأبيض باردة شاحبة تفتقر إلي حيوية وحميمية واليها الذي حينما يغيب تغيب معه كل الولاية ، ولم تتعد مطايبات “سليمان بله” رئيس المجلس التشريعي للوفد قصصاً عن ثراء الريف وفقر إنسان المدن، و”شريف الفاضل” معتمد شيكان يحاول سد الفراغ الذي خلفه غياب “هارون” لكنه لم يفلح، وبعد نصف ساعة غادرنا الأبيض التي لا تزال أرضها شاحبة ولم تكتس رمال كردفان بخضرة تسر العين.
2
مطار مدينة لوساكا عاصمة جمهورية زامبيا من المطارات الصغيرة في القارة الأفريقية، وتملك زامبيا شركة طيران تعمل في منطقة جنوب القارة، مثل كل الدول الأفريقية استقبلت طائرة نائب رئيس الجمهورية بالرقصات الشعبية التراثية لقبائل البانتو ، شباب يضربون الأرض، وفتيات نصف عاريات يرقصن فرحاً مصطنعاً تقتضيه الوظيفة في هذه الحالة ، لو سألت أحد الراقصين فرحاً عن الضيف، ومن أي دولة؟، لما وجدت إجابة عندهم، وكان السفير “عوض حسين” قد صعد لداخل الطائرة لاستقبال نائب رئيس الجمهورية قبل هبوطه، ووقف طاقم السفارة الصغير جداً “عواض نورالدين” نائب رئيس البعثة ، وهو الشقيق الأصغر لزميلنا الصحافي “نجيب نورالدين” ، والسيد “محمد دفع الله حق الله” المستشار، و”مصعب محمد إبراهيم” القنصل العام، ولم يغب السودانيون كعادتهم عن الترحيب بالقادمين من بلادهم ، ويبلغ عدد الجالية السودانية مائة شخص أغلبهم يعملون في شركات البترول، والقليل من المنظمات الدولية ، ويعد الدكتور “محمدين سيف الدين” الخبير بالكوميسا وحرمه الدكتورة “مقبولة” المترجمة ، أبرز وجوه السودان في الدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو اثني عشر مليون نسمة، وتتحدث الإنجليزية ، ويعتمد اقتصادها علي النحاس الذي تبلغ عائداته السنوية نحو مليار دولار، وتنشط الصين في السوق الزامبية ، وتاريخيا كانت زامبيا تسمى رودسيا الشمالية، بينما جارتها الجنوبية تسمى رودسيا الجنوبية وقد صارت من بعد ذلك تسمى زمبابوي، ويعد الرئيس “ادغار مازلونقو” من القادة الأفارقة الجدد المؤمنين بالتحول الاقتصادي نحو اقتصاديات السوق.
بعد الوصول للوساكا كان نصيبي والسفير “عبدالرحمن حمزه”، وهو شخصية مرحة وخبير في القارة الأفريقية النزول بفندق بورتيا وسط العاصمة بالقرب من مقر الاجتماع.
3
في الوقت الذي كسب السودان من اجتماعات الكوميسا فوز السفير المتقاعد “محمد أحمد عبد الغفار” عضواً بلجنة الحكماء ، فإن شاباً آخر دون الثلاثين عاماً قد فاز بعضوية مفوضية المنافسة ، ونال المستشار “إسلام تاج السر” الذي كان يعمل في نيابة المعلوماتية، قد أصبح أصغر عضو في مفوضية المنافسة، وجاء كسب السودان للموقعين تعويضاً عن خسارة مرشح السودان لمنصب الأمين العام لمفوضية الكوميسا الدكتور “عبدالله حمدوك” الذي خسر المنافسة في مواجهة مرشحة زامبيا السيدة “تشيلشي مبوندو كابوبيوي”، التي حصدت ثمار جهود رئيس بلادها الذي طاف على عشر دول في سبيل أن تصل السيدة الأربعينية للمنصب الرفيع، رغم أن اللجنة التي أشرفت على ترشيح عدد اثني عشر مرشحاً قد حددت خمسة مرشحين من بين اثني عشر مرشحاً، وجاء ترتيب مرشح السودان “عبدالله حمدوك” الأول من حيث القدرات والمؤهلات، ولكن في مرحلة المعاينات لعبت الدبلوماسية دورها وكان للاتصالات أثرها في تغليب خيار مرشحة زامبيا ، خاصة وأن وزارة خارجيتنا مشغولة في العام الماضي بغير مثل هذه القضايا ولا تولي خارجيتنا اهتماماً بتعزيز دور السودان في المنظمات الدولية والإقليمية، والجهد والحضور الذي تشكل في زامبيا كانت ثمرته الفوز بمنصبين مهمين.
4
من الوجوه المشرقة في اجتماعات المنظمة بلوساكا الأخيرة سيدة الأعمال “سهام شريف” الناشطة خارجياً في تقديم المرأة السودانية بوجه عصري خلافاً لنمطية نشاط المرأة التقليدي، وقد شاركت في كل الأنشطة التي نظمتها المنظمة، وتقول “سهام شريف” :إن منطقة جنوب وشرق القارة الأفريقية تنعم بفرص استثمار واسعة وواعدة، وكانت “سهام” قد قادت جهوداً لترشيح سيدة الأعمال “وداد يعقوب” لتسنم منصب رفيع في المنظمة.
مساء أمس أقام سفير السودان بزامبيا حفل عشاء على شرف الوفد، وكعادته عقد نائب رئيس الجمهورية لقاءً تواصلياً مع الجالية السودانية في زامبيا ،وهي من أصغر الجاليات في القارة الأفريقية، وحرص “حسبو” على شرح تطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية في السودان.
انفضت القمة مساء أمس بعد إشادتها بدور السودان في تسوية مشكلة الجنوب.
من طرائف مؤتمر زامبيا، الذي أنهى أعماله أمس الخميس أن رئيس ملاوي قد اختار إقامة حفل عيد ميلاده أثناء القمة، ودعا الرؤساء لتناول تورتة كبيرة صُنعت من أجله ومن أجل عيد ميلاده، الذي حضره نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبدالرحمن”، وفي خطاب مصر أشاد ممثل الرئيس “السيسي” بدور السودان في حل النزاع في جنوب السودان، وتقدم بطلب القاهرة لعقد قمة الرؤساء في (2020) بالقاهرة، بعد دورة السودان العام القادم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية