شهادتي لله

الكهرباء .. محلك سر !!

كثرت خلال شهر (يونيو) الجاري قطوعات الكهرباء بشكل مزعج في كافة مناطق ومدن وأحياء ولاية الخرطوم ، والحال بالتأكيد أسوأ .. في جميع ولايات السودان .
ولا نريد هنا أن نغالط أو نحاجج وزارة الكهرباء وشركة التوزيع التابعة لها في أسباب ومبررات هذه القطوعات اليومية شبه المبرمجة ، وهل هي ضعف في التوليد الحراري والمائي ، أم زيادة في الأحمال كما ذكرت الوزارة في أحد بياناتها .
غير أننا ننبه السادة القائمين على الأمر أنه تجاوز المعقول والمحتمل ، وإذا كانت الوزارة تحرص على تحصيل قيمة الكهرباء (مقدماً) بتعرفة باهظة جداً للكيلو واط في بلد سدي “مروي ” و “الروصيرص ” ، فإن حق المواطن عليها أن تجتهد قبل حلول موسم الصيف والخريف بالتجهيزات و الترتيبات و الاحتياطيات اللازمة لتوفير إمداد كهربائي مستقر .
لقد تجاوزت الدول من حولنا مشكلات الطاقة و أصبحت تفيض عن حاجتها ، كما هو الحال في جمهورية ” مصر ” .. جارتنا الشمالية ، و للأسف أن وزارتنا عجزت عن تطوير التعاون معها إلا قبيل شهرين لتنفيذ اتفاق الربط الكهربائي بما يمنح شبكتنا القومية خلال أشهر قريبة (300) ميغاواط من ” مصر ” ، تعادل أكثر من متوسط الإنتاج الفعلي في سد مروي !!
وبدلاً من الاستفادة من دول العالم من حولنا لإمدادنا بالطاقة ، أهدرت حكومتنا طاقتها ووقتها ووقت شعبها في لعب دور (محامي الدفاع) عن سد النهضة الإثيوبي ، و كأنه مشروع سوداني على أرض سودانية ، بينما لا يزال مشروع الربط الكهربائي مع جارتنا الشرقية العزيزة متعثراً وأدنى من التقديرات و الطموحات !!
على حكومتنا أن تبحث عن مصالحها الإستراتيجية و (تركز في ورقها) ، فالشعب يريد الكهرباء ، و الإنتاج يحتاج لكهرباء ، الزراعة .. و المصانع .. و المستشفيات .. و المطارات .. و الفنادق و السياحة .. الجامعات .. و المدارس و المساجد .
لا نهضة من غير طاقة ، فنقبوا عن مصادرها الطبيعية في السودان من طاقة الشمس إلى طاقة الرياح ، تجاوزوا مربع المعالجات و الحلول الإسعافية الموسمية ، و أمضوا نحو الأفق المفتوح الذي سلكت طريقه دول العالم الأول ، فأغلقت ملف الكهرباء نهائياً و تجاوزته بعيداً و دون رجعة .
استمرار انقطاع الكهرباء كل عام في فصلي الصيف والخريف ، بوتيرة ثابتة منذ سنوات ، يعني أن دولتنا ما زالت (محلك سر) !!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية