مجرد سؤال

مجرد سؤال؟؟

رقية أبوشوك

(كان جبنا اسمو الهواء يقسمو)

جاء فى الأخبار أن السلطات ضبطت مصنعاً كبيراً يقوم بإعادة إنتاج الزيوت منتهية الصلاحية بتاريخ جديد بعد ترحيلها من مخزن بالمنطقة الصناعية بالخرطوم لداخل صالة الإنتاج بالمصنع لإعادة التعبئة ، وتم وفقاً لذلك ضبط (13237) كرتونة زيوت طعام منتهية الصلاحية ،وأخرى منتهية الصلاحية، ولكن تمت تعبئتها بتاريخ جديد داخل مخزن بالمنطقة الصناعية الخرطوم، يتبع لأحد مصانع الزيوت الكبيرة، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذا المصنع الكبير … انتهى.
د. “ياسر ميرغني” عضو اللجنة القومية لشئون المستهلكين، وعضو الفريق الموحد لحماية المستهلك (الفريق الموحد هو الذي ضبط المصنع الكبير).. د.”ياسر” قال إن هذا المصنع يعتبر من المصانع الكبيرة جداً ،ولو جبنا “اسمو الهواء يقسمو” …
فلماذا لانجيب اسم هذا المصنع الكبير؟، ونقوله صراحة حتى نحمى المستهلكين من الأمراض الفتاكة التي تتسبب فيها هذه الزيوت منتهية الصلاحية … هل لأنه مصنع كبير ؟؟؟ ، ولماذا نحمي الكبار ولانفصح عن أسمائهم ، وأسماء مصانعهم ؟؟؟ أم لأنه ليس هنالك قانون قومي لحماية المستهلكين، والذي بمنطلقه نعلن الاسم صراحة أمام القضاء ، لأن القانون هنا يحمينا … فلماذا في الأصل ليس لدينا قانون لحماية المستهلك؟؟؟ ولماذا تأخرنا في إصدار قانون وتشريع يحمي المستهلك؟؟؟ فالمستهلك هو الذي يقود التنمية … فإذا أصابه شر جراء الأمراض الفتاكة التي تسببها مثل هذه المصانع التي تتلاعب بالأرواح .. فمن سيقود التنمية؟؟ ، فالمستهلك عندما يذهب لشراء احتياجاته الغذائية فإنه يشتريها بقلب جامد ، ولا يشك أبداً في أن المنتج منتهي الصلاحية ،وتمت إعادة تعبئته بتاريخ جديد … ولكن للأسف الشديد أصبحنا الآن نشك في كل شيء حتى المياه التي تأتينا من النيل ، في غياب القانون وغياب الأخلاق والوازع الديني.
فكيف يجرؤ أصحاب هذا المصنع (الكبير جداً) على القيام بمثل هذا العمل المشين والمضر بصحة الإنسان؟، فهل يا ترى كان سيستخدم إنتاجه الذي تمت إعادة تعبئته بتاريخ جديد داخل أسرته، أم أنه يخاف من أن يصاب أفراد أسرته بأمراض السرطان القاتلة ؟؟ … بالطبع لا.
إذاً كيف تخاف على أسرتك ولا تخاف على جمهور المستهلكين الذين أعطوك الثقة التامة ؟، وهم يتناولون إنتاجك، ويلهثون لشرائه، لأن إعلانات إنتاجه ملأت الشاشات وكل الأجهزة المسموعة والمشاهدة والمقروءة ، وانطلاقاً من هذه الثقة باتوا يأكلون ويشربون وهم لا يعرفون أنهم مغشوشون.
(من غشنا ليس منا) ، هذا هو قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وهو قدوتنا الذي لا ينطق عن الهوى.
الشكر للفريق الموحد الذي يعمل تحت إشراف الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ، وهو يضبط هذا المصنع، وشكرنا يمتد للذين أبلغوا الجهات المعنية، رغم عدم ذكر اسم المصنع الكبير لجمهور المستهلكين.
وأخيراً نقول: أفصحوا عن اسم المصنع، رفقاً بنا ، حتى نشكركم جداً وأنتم تنبهوننا على عدم التعامل مع هذا المصنع.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية