تقارير

رسائل مواجهة بعد العدوان على اليرموك : الحاج آدم .. ينازل إسرائيل ولا يخشى أميركا .. !!

اعتلى منصة الخطابة بخطى ثابتة، وهو الذي ألفها منذ نحو عقدين من الزمان، حينما كان أول رئيس للجنة الشعبية للإنقاذ التابعة لولاية الخرطوم في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وكأن عجلة الزمان توقفت بالرجل عند ذلك التاريخ إذ كان حماسه لافتاً وهو يلقي أمس (الأحد) على مستمعيه من نواب تشريعي ولاية الخرطوم كلمة افتتاحية إيذاناً ببدء أعمال دورة الانعقاد السادسة للمجلس التشريعي لولاية الخرطوم، فهو من أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها بمثل ما وصفه رئيس المجلس “محمد الشيخ مدني”.
ولأن الخرطوم المدينة لم تمحُ من ذاكرتها حتى الآن أحداث ليلة (الثلاثاء) التي تعرض فيها مجمع اليرموك للتصنيع الحربي لقصف ليلي من إسرائيل، فإن ذلك الحدث كان على صدر كلمة نائب رئيس الجمهورية الدكتور “الحاج آدم يوسف” الذي قال إن الهجوم الغاشم الذي شنته إسرائيل على الخرطوم أحدث حراكاً واسعاً في البلاد، وأن السودان يقبل التحدي وهو على قدر التحدي بإذن الله، مشيراً إلى أنه على الرغم مما حدث فإن مسؤولين في الحكومة هبوا على وجه السرعة إلي مكان الحدث ولو حدث مثل هذا في مكان آخر لما وجدت مسؤولاً واحداً.
السودان يقبل تحدي إسرائيل ..
ويقول إن ما قامت به (تل أبيب) لن يخيف أبناء السودان، وأن الخرطوم لا تخشى إسرائيل ولا أمريكا، ويضيف شارحاً: (كان ينزلوا لينا تحت في الأرض عشان نقابلهم بالسواطير)، ولأن إسرائيل اتخذت من دعم السودان لحركة المقاومة الفلسطينية حماس ذريعة لضرب المصنع، فإن نائب الرئيس شدد قائلاً : (نقولها بالصوت العالي سندعم حماس ونواصل دعمها، وأن الحكومة تدعم من تريد دعمه وتقف مع من تريد الوقوف معه)، ويمضي بالقول: (إن أرادوا تغيير موقفنا من الشريعة الإسلامية، فلن يزيدنا ذلك إلا تمسكاً بالدين)، ويكرر: (لن نخاف ولن يخيفنا ذلك الفعل بل سنمضي في تنفيذ مبادئنا بقوة ولن يزيدنا ذلك إلا قوة).
إعادة ترميم المصنع المنكوب ..
ويضيف نائب رئيس الجمهورية في خطابه أن هناك شباباً من أبناء السودان يعملون ليل نهار لإعادة تشغيل المصنع، ولابد من أن نشد على أيديهم كما أعادوا مدينة هجليج وضخ شرايين النفط فيها، مؤكداً أنه سيتم استعادة تشغيل المصنع من جديد، وأرسل المسؤول الرئاسي برسائل تطمينية للشعب السوداني بأن السودان ماضٍ في المسيرة وأنها ستستمر دون توقف.
أنحى باللائمة على مجلس السلم الأفريقي ..
وأنحى “الحاج آدم” باللائمة على مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي اتهمه بالسعي لإجهاض اتفاق التعاون المشترك الذي وصفه بالاتفاق (القيم) بعد أن أصدر مجلس السلم قراره الأخير الذي يلزم فيه السودان بالدخول في مفاوضات مع الجنوب للتوقيع النهائي على حسم ملف أبيي الشائك والعصي على الحل، بجانب فرض مجلس الأمن على الحكومة التفاوض مع قطاع الشمال خلال أسبوعين، ويقول نائب الرئيس: (توصلنا مع جنوب السودان في مفاوضات مضنية وقضايا شائكة إلى اتفاق التعاون المشترك، وأن الحكومة عازمة على المضي قدماً في تنفيذ كل ما تم التوقيع عليه في أديس أبابا في اتفاق التعاون بما فيه الثماني اتفاقيات لإعادة العلاقات القوية بين الدولتين)، وجدد تأكيد السودان وحرصه للوصول إلى اتفاق نهائي مع الجنوب حول الحدود وأبيي عبر التفاوض.
ويشدد بالقول: (إنه في تقديرنا لجهود الوساطة الأفريقية لكن السودان دولة ذات سيادة وإرادة، ولا يوجد كائن من كان في الدنيا يمكنه أن يفرض قراره على السودان من فوق لا مجلس الأمن ولا مجلس السلم والأمن الأفريقي وأن الخرطوم لا تقبل أن يقال لها أنتم ملزمون بأي قرار فلن نلتزم بأي قرار حول أبيي إلا بما ورد في برتوكول المنطقة).
إغلاق باب التفاوض مع قطاع الشمال ..
ويوصد نائب رئيس الجمهورية الحديث والباب عن التفاوض مع قطاع الشمال بالقول: “لن نجلس ونتحاور مع قطاع الشمال أبداً، إلا إذا تأكدنا بأنه تم فك الارتباط سياسياً وعسكرياً مع دولة الجنوب ووقتها يمكن أن نجلس معهم كأبناء السودان) ولم ينس أن يبعث برسائل واضحة ترفض التفاوض حول أي مناطق جديدة مدعاة من قبل الجنوب، ويشير تحديداً إلى منطقة (هجليج) ويقول إنه لن نقبل بأي إضافة جديدة للمناطق الخمس المختلف حولها وأن السودان لن يقبل بأي تدخل من الخارج حول هذه القضايا.
ويوجه نائب الرئيس في هذا الخصوص رسالة للإخوة بجنوب السودان وللفئة الجادة لتنفيذ اتفاقية التعاون المشترك ويقول: (نحن ملتزمون بما تم بيننا ونؤكد رفض السودان وعدم قبوله بما يعرف بالمناطق المدعاة والتي يقصد بها (هجليج) ويضيف: (سنظل متمسكون بما ورد في برتوكول أبيي).
حض نواب المجلس على استخدام صلاحياتهم للرقابة ..
وبقول نائب الرئيس إن ولاية الخرطوم تمثل وحدة البلاد وبالتالي لابد من مراعاة هذه الخصوصية تشريعاتها وقوانينها وكذلك هي رأس الرمح في الاقتصاد والتجارة وكثير من مجال الخدمات فلابد من مضاعفة الجهود تشريعياً وتنفيذياً لدفع عجلة التنمية في أرجاء السودان المختلفة لتخفيف العبء علي الولاية، وحرض نواب المجلس على استخدام صلاحياتهم التي منحها لهم الدستور في رقابة الجهاز التنفيذي فضلاً عن توجيهه بانصياع الأجهزة التنفيذية للأجهزة التشريعية.
ودعا “الحاج آدم” المجالس المحلية إلى ضرورة تنزيل السلطة للمحليات لأنها هي التي تتصل بالجماهير. كما طالب النواب بممارسة الرقابة كما هو مطلوب وأن يملكوا المواطنين ما يجري بحكومة الولاية حتى يقف الشعب على الحقائق.
والي الخرطوم يبرر ويصفها بالابتلاءات ..
وقال والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” خلال خطابه أمام نواب المجلس التشريعي أن الولاية شهدت عشية عيد الأضحى المبارك ابتلاءً تمثل في العدوان الصهيوني على مصنع اليرموك تهديداً للأمن وترويعاً للمواطنين وانتهاكاً صارخاً للقوانين والشرائع والأعراف الدولية واستباحة لقدسية الأعياد والمناسبات الدينية و(هذا من أقدار الولاية كونها مسرحاً للحدث) والمتأثر الأول به ويضيف: (الذي حدا بنا فجر ذلك اليوم بعد التشاور إلى إصدار بعض الإفادات لإرسال رسائل تطمينية لجمهور الولاية الذي هزه الحدث وهي إن طالها التحريف إلا أنها أفضت إلى ما أريد بها)، ويقول: (إن السودان غني بأبنائه وتراثه وقدراته وقياداته صقلتها السنون والابتلاءات ونثق في أنها قادرة على اجتياز عواقب هذا الحدث).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية