هيئة (أطيان) ولاية الخرطوم !!
تعاني عدد من أحياء العاصمة هذه الأيام، من ضعف بائن في إمداد المياه بشبكة هيئة مياه ولاية الخرطوم، بينما يتضرر مواطنو مناطق أخرى من زيادة نسبة (العكارة) في الماء، ليصبح (طيناً) وليس ماءً !!
لماذا يضعف إمداد المياه في مدن ترقد على النيل وقريبة من محطة “المنارة” بمحلية كرري.. مثلاً، بينما تندفع المياه بقوة في شبكات كل مدينة “القاهرة” ذات الكثافة السكانية العالية التي يصلها النيل بعد أن يقطع (2600) كيلو متر شمال الخرطوم !!
سوء إدارة المياه المتوفرة بكثرة في بلادنا هو الذي جعل حالنا كحال العير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.
أما سماح هيئة المياه بعبور الماء متعكراً إلى بيوت المشتركين دون أن تأبه لتأثيرات ذلك على صحتهم، وما تمثله هذه (الأطيان) المسافرة إلى الكلى والمسالك البولية، والجهاز التنفسي من مخاطر صحية داهمة، فإنه تهاون واستهتار بحياة الناس، يوجب الإحالة للمحاكم بواسطة أي (محام) وطني غيور ومحتسب، إن لم تجد جمعية حماية المستهلك دافعاً للاهتمام بسلامة مياه الشرب في العاصمة الحضارية .
الماء هو أصل الحياة، يقول الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). ولذا فإن الحفاظ على مصادر المياه وتنقيتها وتعقيمها هو من أولويات عمل الدولة الحديثة. والحرص على نظافة المياه يعني الحرص على وجود مجتمع صحي ومعافى ليكون أكثر قدرة على العطاء والإنتاج.
وبالمقابل، فإن تلوث مياه الشرب يؤدي لارتفاع نسب الإصابة بمختلف الأمراض، ما يسبب خسائر بشرية ومادية كبيرة، بزيادة الإنفاق على الأدوية والمرافق الصحية.
المياه النظيفة تساعد في تخلص الإنسان من البكتريا والفيروسات، فكيف يكون حال المرضى المستخدمين لمياه شرب ملوثة؟!.
سينبري لنا المبرراتية زاعمين – كما تعودوا كل عام – أن (عكارة) المياه في فصل الخريف أمر طبيعي ولا علاقة له بالتلوث وأن الهيئة على ثقة تامة من سلامة المياه!! وكأن الخريف لا يعرف دولة ولا هيئة غير دولتنا وهيئتنا، فيعتكر الماء عندنا ويصفو في دول أخرى منها المنبع ومنها المصب!!
اجتهدوا قليلاً في أداء وظائفكم وواجباتكم.. فصحة الإنسان السوداني أغلى مما تتخيلون.