شهادتي لله

مشروعات صغيرة .. هبوط معدلات الهمّة!

{ عندما تنخفض الهمّة، وتتصاغر الأعمال، تصبح الإنجازات المصوّرة مدعاة للمسخرة وموضوعاً للتندُّر، ومن ما جاء في أخبار الوسائط ما قيل عن زيارة لأحد معتمدي الرئاسة بولاية طرفية لعنبر بمستشفى حكومي، برفقة مسؤول المنشآت وصحبة مصور فوتوغرافي لتوثيق تبرع المعتمد بـ(2) دستة (ملايات) للعنبر!!
{ أرجو أن يكون كغيره خبراً (مشتولاً) في تربة الأكاذيب الإسفيرية، لكن واقع الحال يقول إن كثيراً من زيارات بعض المسؤولين للولايات أو داخل العاصمة تكلف فواتير ترتيبها وتنظيمها قيمة تشييد عنبر أو صيانة مدرسة أو مركز صحي!!
{ على الحكومة الاتحادية أن تعمل على إلغاء احتفالات التدشين والافتتاحات لمنشآت خدمية تقل تكلفتها عن (5) ملايين دولار، مثلاً، فدون ذلك من مشروعات لا ينبغي أن يناسبه تشريف مسؤول سيادي كبير.
{ الاحتفالات نفسها نشاط مرهق لخزينة الدولة أو الولاية والأولى تحويلها للمساهمة في بناء صرح خدمي آخر.
{ أما الحشود السياسية فالأوقع أن تكون بمناسبة ذات قيمة ودلالة وعلى هامش فعل اقتصادي كبير تتبدى آثاره سريعاً على حياة الناس.
{ وإذا كانت مهمة بعض التنفيذيين توزيع (ملايات)، وهو فعل ابتدائي يمكن أن تقوم به مجموعة ناشطات في جمعية خيرية، فإن تعيين مثل هذا المسؤول بمخصصات وعربات ومكتب وسكرتارية وحراسة، لهو خسارة فادحة على الدولة وعلى المواطن في آنٍ واحد، وكفانا خسارات.
{ وغير موضوع (الملايات)، فإن هناك مشاركات لمسؤولين في الدولة، في برامج لا طائل من قيامها أصلاً، ولا مردود سياسي أو ثقافي أو إعلامي يعود على الدولة أو للمسؤول على الصعيد الشخصي، من وراء تلك المشاركة الباهتة.
{ تجاوز المنجزات الصغيرة في برامج كبار المسؤولين يدفع صغارهم إلى المزيد من العمل لتحقيق منجزات كبرى تستحق الاحتفاء بها وتشريف حفلات تدشينها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية