في مثل هذا اليوم من العام 2005 حطت طائرة رئيس الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق دمبيور في مطار الخرطوم، توجه منه مباشرة إلي دار حزب المؤتمر الوطني على بعد أمتار منه تعبيرا عن الشراكة التي وقعتها حركته مع الحزب الحاكم حيث كان الرئيس البشير مسقبلا له في دار الوطني، مؤتمر صحفي مغتضب رحب فيه الرئيس البشير بالضيف وتحدث قرنق عن عودته لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، ليؤدي في اليوم التالي القسم نائبا اولا لرئيس الجمهورية، (3) اسابيع كانت هي عمر الراحل قرنق في حكومة السودان ليودع من بعد ذلك مشروعه الذي رسمه الى غير رجعة، رحل قرنق وتقلبت الموازين ولم يشفع البند الذي وقعه الطرفين بجعل الوحدة جاذبة في تغيير مجرى الاستفتاء الى ما أشارت اليه (نيفاشا) فجاء الانفصال بنسبة غير متوقعه.
ومن مفارقات الزمن، ان ذات اليوم 9 يوليو كان تاريخ إعلان انفصال جنوب السودان، وتحوله الى دولة مستقلة اعترفت بها كافة المنظمات العالمية والدولية والإقليمية.
مياه كثيره جرت تحت الجسر بعد تسلم الجنوبيين لمقاليد الحكم ولكن تقاطعات السياسية وبوصلة المصالح أدخلت شركاء الأمس من قيادات الحركة الشعبية في صراعات وخلافات وصلت إلى ابعد الحدود خرج فيها النائب الاول للرئيس سلفاكير، السيد رياك مشار غاضبا وحمل معه سلاحه ، فقده الجنوب خلال هذه الفترات الملايين من الابرياء من مواطني جنوب السودان ، تحول الاقتتال الذي أوقفته اتفاقية السلام الشامل والشهيرة بنيفاشا، الى قتال بين ابناء الجنوب انفسهم.
تحل ذكرى بداية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والإعلان عن استقلال الجنوب تعقدت الاوضاع في جنوب السودان وبلغت مبلغها، فالتقطت الخرطوم مبادرة جمع الفرقاء سلفاكير ورياك مشار في مفاوضات سلام شمال، تحل الذكرى الـ(14) لنيفاشا والكثير من الاصوات الجنوبية تتباركى وتنادي بعودة الوحدة مع الشمال، في مقابل توقعات مباشرة وغير مباشرة من بعض القيادات الجنوبية بامكانية عودة شطري البلاد إلى ما كانا عليه وتناسي مرارات الماضي.
حضرت القيادات الجنوبية في الخارج الى الخرطوم لتأكيد مبدأ الحرص على الاتفاقية وكانت جزء من الحكومة التى شاركت القوى السياسية السودانية والله المستعان