حق أن نأسف نحن، لا وزارة الخارجية وهي كعادتها تصدر بياناتها بعد فوات الأوان، تقوم الدنيا وتقعد على خبر مزعج وسالب ضد البلاد يملأ وسائط التواصل الاجتماعي ضجيجاً ليأتي الناطق الرسمي باسم الوزارة من بعد (24) ساعة، وفي بعض المرات بعد (48) ساعة ليعرب عن أسفه! حينها يكون الخبر قد أخذ حيزه السالب في الوسائط الإعلامية المختلفة دون أن يقابله خبر يدحض ويوضح الحقائق.
لم يكن خبر تحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية لرعاياها في إعادة النظر في السفر إلى السودان، أول أمس خوف تهديدات إرهابية محتملة جراء انعدام الأمن بالسودان، لم يكن هذا الخبر هو الأول من نوعه، فقد توالت مثل هذه الإخبار المزعومة لتأتي الخارجية بعد فوات الأوان نافية ومبررة، وهي تصدر بياناً بالخصوص مساء أمس وسنقرأه في صحف اليوم!
في صحف الأمس عممت وزارة الخارجية بياناً عبرت فيه عن أسفها وحزنها لحادثة غرق قارب ركاب في البحر الأبيض المتوسط شرق العاصمة الليبية طرابلس من بين ركابه سودانيون، ثلاثة أيام مضت على الخبر الذي وجد رواجاً واسعاً في الوسائط، وأحدث حالة من القلق وسط بعض الأسر وهي تستفسر عن التفاصيل، ومن ثم جاء التعليق والأسف!
تأخر الوزارة في التعاطي مع بعض القضايا التي تليها دائماً ما يفتح المجال لأي دعاوى أو أكاذيب وتجد طريقها للرأي العام، ومن ثم تصعب مهمة محو ما راج لأنه يكون قد علق في أذهان من اطلع علي الخبر أو تابعه .. فلماذا تترك الوزارة هذا الباب لتنفذ من خلاله المخاوف تارة والأكاذيب تارة أخرى، ربما تكون بيروقراطية الخدمة المدنية وما تتبعه الوزارة في المرور على مثل هذه الأحداث هي السبب وراء التأخير، ولكن حساسيتها تقتضي أن لا تكون هناك بيروقراطية قاتلة لا تتعاطى مع الوقائع وهي ساخنة، صلاحيات واسعة لمدير إدارة الإعلام بوزارة الخارجية وهو بالتأكيد سفير مقتدر وصاحب خبرة هذا يمكن أن يجنب الخارجية السلحفائية المضرة .. والله المستعان.
.