وأنا أستمع إلى (انفعالية) إحدى السيدات وهي تشكو حركة تفكيك الألعاب التي يتخذها ابنها، تذكرت خبراً قديماً وجدته بإحدى المجلات حينما كنت أهرب قليلاً من مقرري المدرسي إلى قراءات أخرى، ففي إحدى الدول الغربية تم القبض على لص سيارات كان قد (جهجه) الدولة بأكملها، حيث كان ذلك اللص غريب الأطوار يقوم بسرقة سيارة فارهة ويذهب بها بعيداً، حيث لا أحد فيقوم بتفكيكها قطعة قطعة ثم يعود إلى منزله ليكرر ذات الشيء في الغد.
عندما تم القبض عليه اندهشت الشرطة من هذا الحرامي ومن هذه السرقة التي لا يستفيد منها في شيء، فالسيارة كما هي ولكن (كل حتة في حتة)..
بل أحياناً بعد تفكيكها يعيدها كما هي ويتركها جوار رفيقاتها.
ولأن في الأمر استغراباً وضعت الشرطة الأمر بين يدي الطب النفسي عشماً في تفسير منطقي..
هذا، وقد سار الطبيب النفسي وفق شكوكه وراهن أنه سيجد لُعب هذا الرجل عندما كان طفلاً كما هي، وبذهابه إلى منزل والديه برهن صحة توقعاته حيث وجد ألعابه كما هي كاملة التفاصيل شديدة وجديدة مرتبة ومرصوصة على درج داخل غرفته..
وبسؤال والدته العجوز اتضح أنه كان يحاول دائماً فك ألعاب السيارات التي يحضرونها له لكنهم كانوا يمنعونه من (تكسير اللعبة) حيث تنص إرشادات اللعب على أن ينظر لها فقط، ويلمسها برفق، فظلت معه فكرة فكها ومعرفة ما بداخلها إلى أن صار (راجلاً شحطاً)، حينها لم يرضِه تفكيك لعبة بل تفكيك (الأصل) والوجه الحقيقي لما أخذت منه ملامح اللعبة، أو ربما ما زال يخاف من تفكيك اللعبة وما زال يرى نظرة الغضب والتأنيب عندما يهم بتفكيكها..
فشنو..؟! لنسمح لهم بحرية اللعب أمام أعيننا ويا دار ما دخلك شر.
دعوهم (يفكفكوا) إن أرادوا.
خلوهم يلعبوا بالطين، حتى لا يحدث ما هو أكبر من كسر اللعبة، كسر القيم.
والله جد..
ففي نُظم التعليم السليم يُحدد مجال الطفل الدراسي من خلال مراقبة ميوله وألعابه.
بعدين الواحدة أحسن تقص شعر (باربي) من تقص شعر أختها أثناء نومها..
الأطفال ديل عندهم آلية تنفيذ خطيرة.. والله جد.
أقول قولي هذا من باب اللعبة دي موفرنها لشنو؟
و……….
يا روحي سلام عليك
لدواعٍ في بالي