الحوادث

الإعدام لإمام مسجد وشيخ خلوة بـ”القضارف” اغتصب ثلاثة من تلاميذه

القضارف – سليمان مختار

قضت محكمة الطفل بالقضارف، في جلستها أمس (الأحد)، برئاسة القاضي “عمر عوض إدريس” بحكم الإعدام على شيخ خلوة حي الجمهورية شمال بعد إدانته باغتصاب ثلاثة من تلامذته بالخلوة الملحقة بالمسجد في شهر أبريل الماضي، أثناء العطلة الصيفية، حيث أوضحت المحكمة أن الاتهام تقدم بقضية متكاملة الأركان تقود إلى اتجاه واحد هو إدانة المتهم دون سواه، حيث قام الاتهام بتعضيد بيناته، بينات الأطفال المجني عليهم، وبينات أخرى تمثلت في الوقائع المتشابهة، بجانب التقارير الطبية من الطبيب الشرعي المرفقة للمجني عليهم، مما قاد المحكمة للاطمئنان التام للبينات التي تقدم بها الاتهام، والتي فرت في مجملها عناصر وأركان المادة (45/ ق) من قانون الطفل لسنة 2010، وعليه أصدرت حكمها بالإعدام للمتهم حتى الموت، وقال رئيس النيابة العامة، مولانا “أحمد محمد الحسن” أمام المحكمة، بأن حكم الإعدام الذي أوقعته محكمة الطفل على المتهم إمام المسجد وشيخ الخلوة باغتصاب تلامذته، يتناسب مع الجرم والفعل الذي اقترفه المتهم، وكانت النيابة العامة بالقضارف، قد باشرت الدعوى على مستوى رفيع جداً برئاسة رئيس النيابة العامة ووكيل النيابة الأعلى بالولاية، ووكيل النيابات الأعلى للنيابات المتخصصة، بجانب وكيل أول النيابات المتخصصة ووكيل أول نيابة القضارف، ووكيل أول نيابة حماية الأسرة والطفل مولانا “مرتضى عوض علي”، وأكدت النيابة أن الحكم الذي صدر بحق الشيخ المتهم بالاغتصاب يؤكد سيادة حكم القانون، ويحقق الردع التام لكل من تسول له نفسه التحرش بالأطفال وارتكاب مثل هذه الأفعال الفاحشة، وهو يعزز الثقة في القضاء السوداني، فيما رأى محامون وحقوقيون خلال حديثهم لـ(المجهر) عقب الجلسة، أن المتهم منح حقوقه القانونية في الدفاع عن نفسه، فيما  أكدت الناشطة الحقوقية والمجتمعية “كوثر السجان” وأمينة مكتب الدعم النفسي والاجتماعي للمنظمة الوطنية لحماية الأطفال في تصريحات صحفية عقب الجلسة، أنها فخورة بالتفاعل المجتمعي مع قضايا الأطفال، خاصة قضايا التحرش والاغتصاب، وأبدت امتعاضها من حادثة اغتصاب هؤلاء الأطفال من قبل شيوخ الخلاوى، في حوادث تتكرر من حين لآخر في كل ولايات السودان حتى أصبح أولياء الأمور يتخوفون من شيوخ الخلاوى،  وقالت نحن حصلنا على الحق الجنائي لكن نطالب بإنفاذ حكم الإعدام على هذا الشيخ في ميدان عام، ليكون عبرة وعظة للآخرين. وقالت إن تطبيق حكم الإعدام أمام ملأ من الناس يحد من تفشي ظاهرة التحرش بالأطفال، وطالبت بتوفير العلاج النفسي لهؤلاء الأطفال للتعافي من هذه الواقعة البشعة والمقززة، باغتصاب الأبرياء داخل الخلاوى، وطالبت الجهات المختصة بمراجعة أمر الخلاوى ووضع شروط كافية لاختيار منسوبيها من شيوخ الخلاوى خاصة، وأن ملف الخلاوى أصبح يواجه الكثير من الانتقادات من قبل المجتمع جراء تصرفات من ينتسبون إليها في انتهاك براءة الأطفال رغم أننا لا ينبغي علينا الأخذ بجريرة بعضهم، وليس كل شيوخ الخلاوى هكذا. وقالت لا بد من مراجعة قضية الخلاوى ومن نأمنهم على أبنائنا، وأشارت أمين مكتب الدعم بالمنظمة الوطنية لحماية الأطفال، إلى أن الخلل الإداري يكمن في كيفية إدارة شؤون تلك الخلاوى في ظل وجود حادثة سابقة بمحلية المفازة، كان أبطالها أيضاً شيوخ خلاوى جرى خلالها اغتصاب طفل ومقتل أحد شهودها، وأعلن رئيس هيئة الادعاء   ونقيب المحامين، الأستاذ “بابكر عبد الرحمن” عن تكوين مكتب دائم للدفاع عن قضايا الأطفال بصورة عامة، وقضايا الاغتصاب على وجه الخصوص، مطالباً منظمات المجتمع المدني بتحريك برامجها نحو تثقيف الأسر والأطفال حول مسببات وقوع جرائم الاغتصاب، والأسر بعدم الصمت على مثل هذه الجرائم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية