مساعد الامين العام للمؤتمر الشعبي دكتور "علي الحاج" لـ(المجهر) (2 – 2)
{ كيف تنظر لمستقبل الحركة الإسلامية؟
– بالنسبة للحركة الإسلامية أهم حاجة لابد من حدوث تغيير، وأن تراجع الحركة الأخطاء التي حدثت من الإنقاذ وما قبل الإنقاذ، وتعلن للشعب السوداني أخطاءها بصراحة ووضوح،
الأمر الثاني، أي إنسان أصابته مصيبة من الحركة الإسلامية سواء أكانت من ناحية جنائية أو من انتهاكات على صعيد الحق الإنساني له الحق في رفع الأمر إلى القضاء.
{ ماذا أردت أن تقول…؟
– أقول رغم الذي حدث في الإنقاذ والأخطاء التي حدثت من الإسلاميين يجب أن لا تحسب للإسلام وإنما تحسب للإسلاميين وكل يحاسب حسب عمله، وينبغي أن يكون هناك وعاء جامع لكل الإسلاميين والمنتمين لحركة الإسلام.
{ بأي كيفية؟
– أنا أدعو إلى ما هو أقوى من التحالف، يمكن أن يكون هناك دمج وأطروحات جديدة، ويحاول الناس الاستفادة من تجربة الربيع العربي وما حصل بسبب الانفصال حتى لا نفقد مناطق أخرى، وأنا أتحدث هنا عن وحدة السودانيين فهي أولى من وحدة الإسلاميين.
{ القيادي بالمؤتمر الوطني “أحمد عبد الرحمن” قال إن الإسلاميين لن يتوحدوا لكن قد يتم ذلك على يد الأجيال القادمة.. هل توافقه الرأي؟
– قد يكون هذا صحيحاً، لكن أنا أتحدث عن أن وحدة الإسلاميين ليست أولوية الأولوية، ينبغي أن يتوحد السودان كوعاء جامع، الحديث عن الحركة الإسلامية ليست له قيمة.
{ مع اقتراب المؤتمر الذي يحدد فيه الحزب الحاكم رئيسه للمرحلة المقبلة.. هناك جدل حول خلافة “البشير” بين منسوبي المؤتمر الوطني.. فبرأيك من يخلف البشير؟
– (المؤتمر الوطني) كله غير مؤهل أن يكون بديلاً لذلك، لا أريد أن أتحدث عن أشخاص.
{ ما تقييمكم لاتفاق التعاون المشترك الذي وقع بين حكومتي السودان وجنوب السودان؟
– ما تم كان للاستهلاك الإعلامي وحديث لا قيمة له، الورق الذي تم توقيعه لا جديد فيه (ما فيهو شيء) وعمل بغرض إرسال رسالة لمجلس الأمن مفادها أننا التزمنا (هم خائفين)، وإذا لاحظتم أن كل الجماعة مضوا في هذا الاتفاق (السكرتارية والمندوبين ورؤساء الوفود)، لذلك لا أتوقع أن يحدث شيء، لكن احتمال ينفذ اتفاق البترول.
{ إذن كيف تنظر لمستقبل العلاقة بين حكومتي شمال وجنوب السودان؟
– لا يمكن لمن فصل الجنوب وقال ما قال عنه أن يقيم علاقة معه، لذلك لابد من التغيير هذا إهدار للوقت والطاقة، وأعتقد احتمال تحسن العلاقة ضعيف، القضايا المعلقة مازالت معلقة.
{ رغم ما دفعت به من مرافعات مازال هناك ربط بين تأجيج مشكلة دارفور وشخصك؟
– من يقولون هذا لا يعلمون شيئاً عن دارفور، دارفور تاريخ ومواقف كانت عصية على المهدية والتركية، رغم ذلك تجدهم يصرون على ربط القصة كلها بـ”علي الحاج”، هذه من الإشكالات التي أدت إلى عدم معالجة المشكلة.
{ كذلك أنت متهم بأنك عملت على تفعيل العمل المسلح بدارفور الذي أفرز الحركات المسلحة؟
– نعم أنا من دارفور لكن ليس محصوراً فيها، أنا مع قضايا كل السودان وضد حمل السلاح، وكنت أول من وقف ضد الحركات المسلحة في عام 1965م، كما أن قضايا دارفور هي نفس القضايا الموجودة في كل السودان، لذلك ينبغي أن تحل في إطار كلي، أنا ضد تجزئة الحلول ومع الحل الكلي وأكثر من يعلمون ذلك من هم في السلطة، هم يعلمون رأيي وهذا ليس سراً.
{ قيادات بالمؤتمر الوطني قالت تأكد لها أنك مشرف على العسكري في حركة (العدل والمساواة)؟
– هذا هراء أنا لم أعمل في العمل العسكري وحتى تدريب لم أتدرب، لم تتح لي فرصة لأتشرف بالتدرب عسكرياً، صحيح الكلام يقال رجماً في الغيب وتصلنا أوراقهم ومناقشاتهم، لكن أنا أعرف دكتور “خليل” كمجاهد وهم يعرفونه أيضاً.
{ بوصفك من القيادات المعروفة وأحد أبناء المنطقة.. لماذا لم تبادر بتبني مبادرة لحل المشكلة؟
– المبادرة لا تأتي من المعارضين، المبادرة تأتي من الحكومة من بيده الأمر هو الرئيس، عليه أن يقوم هو بالمبادرة ويكون واضحاً وصادقاً فيما يقول.
{ الحكومة سبق أن طرحت عدة مبادرات قالت إنها لم تجد التجاوب منكم؟
– أنا أتحدث عن مبادرة من الرئيس هذه شكليات لا توجد حكومة هناك رئيس بيده الأمر الباقون (مساعدين له وما في زول ينتقده أو ينقل له رسالة ضده).
{ كيف تكون هذه المبادرة؟
– أعتقد ينبغي أن يبدأ الرئيس بالمبادرة والناس ستتجاوب معها حسب الشيء المطروح والجدية والمصداقية، وهناك تجارب عالمية في هذا الشأن، ففي (جنوب أفريقيا) سبق أن أطلق رئيسها “دي كليرك” مبادرة تجاوز بها مشكلة الفصل العنصري (عندما اعتذر عن تأييده له) وتوصل إلى ما توصل إليه مع “مانديلا” والآخرين، فهو ترك الأمر وأخلى السبيل للآخرين. وفي (روسيا) بعد أن استمر النظام الشيوعي أكثر من (70) عاماً كان “غرباتشوف” هو من أحدث التغيير عندما نادى بـ(البروستريكا)، المبادرة تأتي من الرأس وعندئذ يمكن أن تتجاوب معها القطاعات سلباً أو إيجاباً.
{ إذا أطلق الرئيس مثل هذه المبادرة.. فهل أنت مستعد للتفاعل معها؟
– لا أعتقد أن الرئيس يتصرف كما أقول، لذلك أستبعد إطلاق مبادرة من هذا القبيل، وأقصد أن يكون جاداً وتُطلق لكل السودانيين.
{ إذن كيف تحل المشكلة؟
– المشكلة الموجودة في دارفور الآن هي من صنع الحكومة القائمة وليست مرتبطة بتاريخ دارفور أو الحركات المسلحة، هناك قضايا تقليدية معروفة، لكن ما يدور الآن تسبب فيه النظام.
{….. تحدثت عن ضرورة تغيير النظام.. لكن يلاحظ أن دول الربيع العربي لم تستقر بعد التغيير.. ألا تخشون من الفوضى التي طالت بعضها إذا تغير النظام؟
– أعتقد هي مشاكل الانتقال، من نظم سلطوية عنيفة إلى نظام ديمقراطي، ولا ننسى أن النظام في مصر استمر (50) عاماً، وفي ليبيا (40) عاماً، ففي مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية تظهر مثل هذه المشاكل ويتوقعها الناس.
{ لكن في بعض الدول رُبط الأمر بتجربة الإسلاميين؟
– الموضوع محتاج إلى مثابرة من الإسلاميين، لابد أن يكون هناك تسامح، وأن لا نضيق بالحرية والديمقراطية، وستزول بعد ذلك هذه الأوضاع الحالية، نحن في أكتوبر والانتفاضة مررنا بأوضاع انتقالية، وأصبحت لدينا خبرة في مسائل الانتقال، تحالف المعارضة الآن يدرس ويناقش الدستور الانتقالي الذي سيخلف النظام وهذا أعتقد نقاش مهم، يمكن أن يمنع العنف والفوضى بعد تغيير النظام.
{ تحالف المعارضة نفسه يعاني من تباينات أدت إلى فشله في التوصل إلى رؤية مشتركة بشأن هذا الدستور؟
– طبيعي أن يكون هناك اختلاف في العمل الديمقراطي حول طبيعة النظام، هل يكون مجلساً رئاسياً أم رئيساً واحداً، ومدة الفترة الانتقالية.
{ الاختلاف طبيعي.. لكن التباين الذي برز كان حول مسائل جوهرية لها علاقة بالقناعات الفكرية؟
– لا توجد اختلافات جذرية، المتفق عليه أكثر من المختلف حوله، وإذا لم تناقش هذه المسائل التي تم طرحها من الآن وانتهى النظام الاختلافات ستكون أكثر.
{ ….. الشارع العام أصبح لا يثق في الأحزاب لذلك لا يتوقع أن تسقط المعارضة هذا النظام؟
– المعارضة وحدها لا تسقط النظام، الحكومات التي سقطت في دول الربيع العربي لم تسقطها المعارضة، التحركات حدثت من قوى شبابية وطلابية.
الأحزاب في أكتوبر والانتفاضة لم تقم بالتغيير وحدها، لذلك أقول إن الشعب السوداني هو من يقوم بالتغيير حسب ما يريد، والشباب والطلاب والمرأة والنقابات عناصر أساسية في التحرك.
{ زرت (مصر) بعد ثورة 25 يناير 2011م بالتزامن مع زيارة الأمين العام للمؤتمر الشعبي.. ماذا أضافت لكم؟
– أهم شيء كنا نريد التعرف عن قرب على الموقف في مصر والتغيير الذي حدث، كما أننا على الصعيد الاجتماعي تمكنا من مقابلة الأسرة في مصر ورؤية الأحفاد (الما شفناهم).
{ ما تقييمكم لنتائج تلك الزيارة؟
– التقينا خلالها بعدد من القيادات، وعلى مستوى الأوضاع لاحظنا أن (مصر) تمضي نحو الاستقرار.
{ وما الغرض من زيارتكم للأردن؟
– في (الأردن) مقابلة الشيخ “يسن عمر الإمام” الذي نقل إلى هناك مستشفياً كانت مهمة، لدينا عقد من الزمان لم نتقابل وعلى الأقل استمعنا إلى الأوضاع في الداخل.
{ كذلك وجودكم في (الدوحة) مؤخراً كان محل اهتمام؟
– في (الدوحة) كانت هناك مقابلة لكل قيادات الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي وغير دول الربيع العربي، استمعنا إلى آرائهم وأوضاعهم في كل من (مصر) و(ليبيا) و(سوريا)، والأهم كانت مقابلة الأمين العام للمؤتمر الشعبي، حيث تعرفنا على ما يجري في السودان وخارجه، وكما تعلمين أننا في (مصر) و(قطر) و(الأردن) نقابل السودانيين كافة الذين يقصدونها للسفر والسياحة.
{ هل من كلمة تود أن تبعثها إلى الداخل؟
– هناك معلومات تصل بأن هناك تحركات من قبل الحركة الإسلامية، وإذا كانت تحركات جادة لابد أن تقدم حلولاً للمأساة التي أمامنا، وتكون الحركة من تتحدث عنها وتأخذ زمام المبادرة، ونأمل أن تقود التحركات إلى نتائج.