ولأن صديقتي (رباية حبوبات) ٠٠٠أو (دقة قديمة) كما يحلو للبعض… لذا فإنها كثيرة الحكم …تقول درراً يتلقفها الشط قبل الأذن…
قالت لي صديقتي ذات مساء ناعم القسمات :(يا صحبتي…العلاقات بين الناس البحبوا بعض شديد غالباً بتنتهي بالفشل…لأنه البيضوق طعم الحُب بيطمع في امتلاكه واحتكاره ويطمع في المزيد منه.. وده بيخلي الطرفين في نهم لاهتمام أكبر.. ووقت اكتر ..ومع انعدامه باعتبار الالتزامات والضغوطات والشفع لو وجدوا…ده بيخلق أزمات نفسية يصعب تجاوزها )٠
هذه الصديقة التي تصغرني بأكثر من عامين .. لخصت لي أربعة عشر عاما قضيتها وأنا اتساءل عن أسباب فشل العلاقات التي تبدأ بالمحبة …ثم تنتهي بأحد ثلاثة طرق…
إما التفاهم بين الطرفين فقط…أو المحبة عن بُعد…أو الكره.. وهذا أكثر الاحتمالات وروداً…
يقول بعضهم إن المحب لا يكره….أما أنا فأرى أن السبب الوحيد للكره هو المحبة ليس إلا…إذ إنه لا مجال لافراد جيش من المشاعر وتجنيده بكره شخص لا يعني للقلب شيئا …
فجرت صديقتي ينابيع دهشتي حين قولها هذا… والمناسبة أننا جلسنا معاً على ضوء قمر خافت استرقت فيه النجيمات الألق…حدثتها عن سري مع نجمة شديدة الضوء…قوية الشخصية…كنت اسميها بيني وبيني (السهارة)…هذا لأنها تطل قبيل منتصف الليل ولا تختفي حتى تتسلل خيوط الشمس الذهبية على استحياء…فتغادر سهارتي مطيعة مختارة…
حدثتها عن أن هذه السهارة تقتسم أسراري مع النيل والبحر…
فهي ملاذي حين الهدوء والشوق والحُب واللوم…والبحر مفري كلما ضاق القلب بماعون النبض وفاض الدم نهرا من الأرق والقلق والخوف ..ثم طفقت أحدث صديقتي عن يقيني مذ طفولتي أن هذه النجمة رسول تعبير يختصر المسافات ويقتحم الحواجز…وتبعث بالشوق والحُب لكل بعيد لم تضلل رؤيته غيوم البيوت المغلقة …أو السماوات التي رضخت لسطوة الضوء فخر فيها النجم مغشياً عليه حينما ضاق ذرعا برسائل العشاق..
وأنا بريد البحر .