رشان أوشي
مكالمة هاتفية وردتني من كابتن حنان خالد رئيس نادي الموردة السابق أمس، أحالت يومي إلى كوم من الإحباط والإحساس المر بالقهر، تحدثت مهاتفتي حول موقفها الحالي من نادي الموردة على غرار حوار صحافي أجريته معها سابقاً، ونشر أمس الأول على صفحات (المجهر)، تلخص حديثها حول إحباطها في تجربتها كرئيس سابق للنادي العريق، كان صوتها يقطر ألماً ومرارة، وقالت بالحرف الواحد (الأنا شفتو خلال الفترة دي لو كنت في بلد غير السودان كان عرضوني على طبيب نفسي)، خلاصة تجربة سيدة عظيمة، وامرأة عصامية كحنان خالد تجلى في قرارها مغادرة البلاد إلى غير رجعة.
تعرضت كابتن حنان إلى امتحانات مؤلمة وهي على رأس النادي، آخرها الاعتداء عليها بالضرب من أحد زملائها، في أبشع أشكال قهر النساء واحتقارهن مهما بلغن أعلى المرتبات في العمل العام، مما يقودنا إلى نتيجة واحدة، إن متلازمة التمييز ضد النساء مازالت تسيطر على تلك العقول الرجعية المريضة، المشبعة بمفاهيم (المرأة كان فاس ما بتكسر الراس)، و (المرأة مكانها بيتها وخدمة زوجها)، هذه المفاهيم لم تفلح تطورات العصر، والتعليم، والتكنولوجيا، وكل الثورات المفاهيمية في طمسها، بل ظل النظام الاجتماعي الغارق في التمييز ضد النساء والمحمي بالقوانين يؤطر لها ،ويغرسها في العقول، حتى تحول مجتمعنا إلى مسخ مشوه متنازع بين متطلبات الحياة التي فرضت ضرورة عمل المرأة للمساعدة في الإنفاق المنزلي، والنظام القيمي الرجعي الذي يسيطر على عقول الكثيرين، فنتج عنه بعض السلوكيات الغريبة التي تمارس ضد النساء يومياً في الشوارع والمركبات العامة.
نحن بحاجة فقط للتسامح مع ذواتنا، والتسليم بان النظام القيمي الاجتماعي ليس بقرآن منزل، وأن المفاهيم تتغير وتتطور حسب الحاجة الإنسانية.