قال ابن الجوزي واعظاً الناس حين انتصف شهر رمضان :
أيها الناس إن شهركم قد انتصف فهل فيكم من قهر نفسه وانتصف ؟
وهل فيكم من قام فيه بما عرف ؟
وهل تشوقت هممكم إلى نيل الشرف ؟
أيها المحسن فيما مضى منه استمر و دُم،
وأيها المسئ وبخ نفسك على التفريط و لُم ،
إذا خسرت في هذا الشهر فمتى تربح ؟
وإذا لم تقبل إلى الله فمتى تربح ؟
يدخل عليك رمضان، وليس لك قلبٌ ولا إيمان!
كنت تبحث عن نفسك ولا زلت لم تجدها!
تخيل : أنك تسرع إلى تمراتك لتنتهي من صومك ،
بلا دُعاء ولا شُعور !!
تصلي التراويح مستثقلًا باحثًا عن الأسرع لا عن الخشوع .
ترفع يديك في الدعاء والناس حولك تسيل مدامعهم.
وعينك تأبى أن تخرج ربع دمعة فليس ثمة قلب يهزّها !
تخيل :أنَّ الله أعتق كل من حولك وبقيت (أنتْ)
لم تستحق العتق، لأنك لم تسأله أصلًا.
تخيل: أن تضحك في العيد وقد كُتبت عند الله من “الخاسرين”
تخيل أنه قد مضى عليك
20 أو 30 أو 40 رمضان من عمرك
ولم تفلح في أيّ منها !
ما أقسى الحرمان .. أيطيقه قلبُك ؟!
تمسكن إلى ربك وتذلل !
قل يا ربي مُنّ علي بقلب أعبُدك به
ومن يهبُ الإيمان إلا أنت يَا اللّه .
أحرصوا على تجديد نياتكمّ لتستشعروا تلكَ اللحظاتّ الإيمانيّة ..
وسارعوا ليعتقكم الله من النار ..