. المبادرة الذكية التي تقدم بها الرئيس “البشير” لاحتواء الأزمة الجنوبية المسلحة والتي وافق عليها بالأمس رئيس دولة جنوب السودان، “سلفا كير ميارديت”، عقب تسلمه بمقره بالعاصمة جوبا الخطاب الرسمي للمبادرة من وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد”، والتي سيتم بمقتضاها عقد لقاء “سلفا” وزعيم المعارضة المسلحة الدكتور “رياك مشار”.. هذه المبادرة جسدت الدور الذي ينبغي أن يقوم به السودان ويضطلع به دوماً للحفاظ على الاستقرار بهذه الدولة الشديدة الأهمية للخرطوم، والتي لا زالت تعتبر ذات ارتباط حقيقي بواقع الدولة بشمال السودان بل وستظل كذلك ما بقيت هذه الجغرافيا رابطاً أبدياً لا فكاك منه.. وهو واقع يلزم الطرفين ببناء قاعدة قوية من الثقة المتبادلة لتحقيق مصالحهما المشتركة باعتبار أن هذا من باب الأمر الواقع وليس خياراً لهما وانعقاد هذا الاجتماع التاريخي الآن في الخرطوم بين “سلفا كير” وزعيم معارضته المسلحة يعني أن الإخوة الجنوبيين، وبالرغم من كل ما حدث وما يدخل على خط العلاقات من الخارج، فإن الخرطوم ستظل هي الوجهة الأكثر ثقة وأماناً لمعالجة أخطر وادق القضايا الداخلية لهم ..
ولكن الأهم من ذلك كله هو ماهية الإستراتيجية التي يجب أن تبنى للتعامل مع دولة جنوب السودان، إذ لابد من أن تكون للسودان في هذا إستراتيجيته الحقيقية التي تتفصل عليها علاقاته وخطواته نحوها.. هذا هو الأهم والشديد الأهمية تجاه هذه الدولة الشقيقة ..