بكل الوضوح

ما يدعو إلى العجب والغضب..!!

عامر باشاب

{ من الأشياء الجميلة والملاحظة التي كانت لافتة للانتباه مع حلول شهر رمضان، هو إقبال الشباب وخاصة عندنا في السودان على أداء جميع الصلوات المفروضة في المساجد، ومن اليوم الأول تكتظ المساجد بالمصلين، وحتى العام الماضي كان الوجود الشبابي يزداد بصورة أكبر خاصة في صلاة التراويح بجميع المساجد، لدرجة جعلت القائمين على أمر المساجد في أحياء العاصمة المثلثة يهيئون الساحات الملحقة بالمسجد ويفرشونها بالسجاجيد، ويحضرون لها أجهزة التكييف لاستقبال المصلين من الشباب.. ولكن في رمضان هذا العام ومن خلال المتابعة في أول وثاني أيام رمضان لاحظنا انحسار وجود الشباب بالمساجد خاصة في صلاة المغرب والعشاء والتراويح، وبدا واضحاً الفراغ الذي تركه غياب الشباب، وصارت الصفوف حتى داخل المسجد معدودة، وللأسف الشديد فإن السبب وراء ذلك هو متابعة المسلسلات و مباريات الدوري الأروبي التي يأتي معظمها متزامناً مع أوقات الصلاة.
{ وما يدعو إلى العجب والغضب في آنٍ واحد هو إقبال الغالبية العظمى من الشباب على متابعة الفضائيات وحرصهم الشديد على أن لا تفوتهم أية لحظة من لحظات المشاهدة، حتى إذا كان ذلك على حساب الصلاة المفروضة.
{ والسؤال المحير هنا: الذين يحرصون على متابعة الشاشات التي ليس فيها ما ينفع الإنسان غير لحظات من التسلية والمتعة الزائفة، هل هم في كامل وعيهم؟ وإن كانوا كذلك فلماذا يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ وهل يعقل أن يترك الفرد المسلم فرص التنافس التي توصله إلى جنة عرضها السموات والأرض (ومن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) ويحرص على منافسات في كرة قدم لا تقدم إلا للاعبيها الفوز بكأس دنيوي لا قيمة له؟!
{ المنافسات الحقيقية التي يجب أن يحرص عليها المسلم هي منافسات شهر رمضان.. وشهر رمضان فيه ما فيه من الهداية والهدايا القيمة، ففيه ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر.
{ وعليه لابد أن نجاهد أنفسنا على الابتعاد عن ملذات الدنيا الفانية والإقبال على كل ما يعيننا على الطاعة والاستقامة من أجل الفوز بالحياة الآخرة، ونعيمها الذي لا يزول.. (وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى).. صدق الله العظيم .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية