شهادتي لله

تمثيلية الجواز الأمريكي!!

مع اعتراضي المستمر على استخدام أي عنف تجاه أي مواطن سوداني من أي جهة شرطية أو أمنية، في مطار الخرطوم أو غيره، فإنني وبمتابعتي للفيديو الذي رصد حركة المسافر الأمريكي (من أصل سوداني) عند بوابة صالة المغادرة بمطار الخرطوم وهو يتحدث رافعاً يديه كثيراً مع أفراد حراسة البوابة، ثم احتكاكهم معه إلى أن سحبوه من المكان إلى مكتب داخلي، ثم بمتابعتي للفيديو الذي صوره الرجل من هاتفه النقال وهو يصرخ من أثر الاعتداء عليه، وبثه في وسائل التواصل الاجتماعي، وصولاً لتدخل السفارة الأمريكية ومشاركتها في التحقيق حول حادثة التعدي بالضرب على مواطنها، فإنني أخلص إلى أن بطل الحادثة عمد إلى افتعال كل هذه المشكلة بكل تفاصيلها، ومارس تمثيلاً في مسرح عبثي قبيح، وللأسف فإن أفراد تأمين المطار قد ابتلعوا (الطعم) ووقعوا في (الفخ) متسببين في أزمة دبلوماسية بين السودان والولايات المتحدة . ما كان بنبغي إطلاقا أن يتعرض أفراد الأمن بالضرب لأي مسافر مهما كانت درجة الاستفزاز.
حسب الفيديو، لم يقدم المسافر (الأمريكي السوداني) جواز السفر إلى الموظف عند بوابة الدخول لصالة المغادرة، كما لم يقدم هاتفه النقال ويبرز فيه صورة التذكرة الإلكترونية، كما تعودنا وتعود أي مسافر في أي مطار دولي أن يفعل أن لم تكن بحوزته نسخة ورقية من التذكرة .
ويبدو أن الرجل – موضوع الأزمة – قد ظن أن مجرد إخبار الطاقم التابع لشركة أمنية أنه يحمل جواز سفر (أمريكي) فهذا كاف جداً ليدخل صالات المطار.. صالة صالة، دون أن يقف في وجهه أحد!!
هل بإمكان هذا الأمريكي أن يدخل صالة مطار أمريكي دون أن يبرز وثائق السفر؟! وهل يمكنه أن يتعدى لفظياً وباستفزاز وعنف على رجال الأمن في أمريكا عند مدخل أو مخرج مطار أو مستشفى أو حتى بناية سكنية عادية ؟!
بالتأكيد.. لا يستطيع، كلهم مؤدبون ومهذبون هناك.. في مطارات “دبي”، “جدة”، “نيويورك”، “لوس انجيلوس” و”هيثرو – لندن” !!
كيف يدخل المطار هذا المتعدي دون أن يبرز جواز سفره وتذكرته؟! ماذا يعني أنه حامل جواز أمريكي بل إن يردد عبارة (أنا عندي ربكم الأعلى.. الجواز الأمريكي) ؟!
هذا عبث وتجاوز وعدم احترام لمؤسسات الدولة السودانية ولا يقبل به مواطن سوداني أو أجنبي محترم.
الأسوأ والأضل أن يستغل بعض العنصريين هذه الحادثة المعزولة ليثيروا فتن وغبائن بدعوى أن هذا المواطن من أصول (دارفورية) !!
(7) وزراء في مقدمتهم وزير رئاسة الجمهورية ووزير رئاسة الوزراء وهما الأعلى بروتوكولياً بين الوزراء، ينحدرون من إقليم دارفور، فضلاً عن نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الولايات وغيرهم من كبار الدستوريين في الدولة، ثم يحدثوننا عن اضطهاد مواطن دارفور!!
كفوا عن هذه الفتن.. أوقفوا هذه المساخر والمسرحيات.. إلى متى تخربون بلادكم وإقليمكم بأيديكم ؟!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية