من ألطف مشاهد الكوميديا السودانية التي مرت على المشاهد السوداني، ذلك المشهد الذي يظهر فيه أحد الشياطين (أعوذ بالله منهم) وهو يجري حديثاً مع أحد معتادي الإجرام الكبار الذي كتب له شيكاً طائراً بمبلغ كبير (كسر ضهر الشيطان المحتال عليه).. كان الشيطان يترجى في المشهد الأنسي الذي هو ذاك المحتال ليعيد إليه (قروشه)، ويقول له: (انعل أبو البيعرفكم ويتعامل معاكم تاني يا أولاد آدم.. توبة تاني لو جيت عندكم).. هذا العمل تم إنتاجه وبثه خلال الحقبة التي انتشرت فيها قضية الشيكات الطائرة للمستوى الذي أصبح فيه بعض المحتالين خبراء في أساليب الاحتيال والسرقة، فجاء العمل ليساعد في معالجة الظاهرة الغريبة على مجتمعنا السوداني، وقد أفلح في وضعها في قالب كوميدي جاذب.. اتذكر هذا مع ما انتشر بالأمس وعبر المواقع الاجتماعية عن فتح بلاغ رسمي ضد شيطان بإحدى ولايات البلاد، لقيامه بضرب عاملين أجنبيين ادعيا أن الأمر قد حدث أثناء قيامهما بقطع شجرة، فظهر شيطان بقرنين كبيرين، وقام بإعطائهما جلدة ساخنة سببت لهما الأذى.. القضية بالطبع ليست في أقوال هذين العاملين ولكن (وإن صحت تفاصيل هذه الواقعة) في قيام الجهات الشرطية بفتح البلاغ وتدوينه بالفعل ضد شيطان!!.. ما هذا؟ .. ما الذي يحدث لنا في هذا البلد.. نحن جنينا واللا شنو؟ هل لدى أحدكم تفسير لهذا؟ غايتو في واحد (شديد الخبث) قال للجماعة مقدماً تفسيره للحادثة: (ما قلت ليكم شجرة الجماعة ديل محروسة)؟!!