حوارات

مساعد رئيس الجمهورية د. “عوض الجاز” يجيب عن أصعب الأسئلة في حوار استثنائي (1)

التقاطعات مع الخارجية غير صحيحة، ولا علاقة بينها ومغادرة "غندور" ولكن...

نعم .. البترول في السودان موجود، ويحتاج إلى تضافر وعمل في الميدان
هكذا استقبلت المطالب الواسعة بعودتي للنفط.. و(البترول ما في المكاتب ولكن في الحقول)
حوار – هبة محمود سعيد
داخل مكتبه في جزء من وزارة النفط سابقاً المطلة على شارع النيل، اختار لنفسه مكاناً، عبر بوابة عريضة اعتلتها لافتة كبيرة قديمة، خط عليها (اللجنة القومية العليا للإشراف على ملف العلاقات السودانية الصينية)، قبل أن يتوسع عمل اللجنة وتتوسع إشرافيتها على ملف العلاقات مع دول البركس التي تضم( الصين – روسيا – البرازيل – الهند – جنوب افريقيا)، لتصبح اللافتة بحاجة للتغيير.
جلس دكتور “عوض أحمد الجاز” مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس اللجنة العليا لدول (البركس) التي يتولى رئاستها رئيس الجمهورية، على مكتبه الواسع ببدلة سفاري رمادية اللون، تعتلي ملامحه الصرامة، وهو يقلب بعض الأوراق، قبل أن يستقبلنا برحابة وبساطة، تتنافي وتلك القسمات الصارمة التي يرى المقربون له أنها ظلمته كثيراً، وأخفت ما يمتلكه الرجل من سماحة نفس وطيب معشر، إلا أنها بالمقابل ساعدته في عمله، وذلك من خلال النجاحات التي حققها في جميع المناصب التي تولى إدارتها، وهو يتحفظ في حديثه إلينا، عن تلك النجاحات تاركاً الآخرين يتحدثون عنه، ويقول:(أنا بقول البتكلم عن نفسه زول مقصر، ولذلك إن كنا فعلنا شيء فيه خير، نسأل الله القبول وأن شهد الناس بأننا قدمنا ما يفيد، نسأل الله أن تكون شهادة مقبولة عنده.
عدد من القضايا حاولنا تسليط الضوء عليها خلال حوارنا مع مساعد رئيس الجمهورية، في حوار تجاوزت مدته الساعة، تحدثنا عن أهمية دول (البركس) للسودان، والتعاون الروسي الصيني، وعن حقيقة بيع مشروع الجزيرة واستعمار مدينة سواكن، وماذا عن تقاطعات السلطات مع وزارة الخارجية والحديث عن ذهاب غندور بسببها، وكيفية استقباله للمطالب الواسعة لعودته مرة أخرى وزيراً للنفط، في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد حالياً، قبل أن يؤكد على وجود البترول بالسودان وهو يقول: (البترول في السودان موجود، ويحتاج إلى تضافر وعمل في الميدان، وموقعه الحقول مش في المكاتب).
* كل سنة وأنت طيب “د.عوض” تصوم وتفطر على خير؟
مرحب بصحيفة (المجهر السياسي) ونحمد الله سبحانه وتعالى الذي بلغنا رمضان، ونسأله أن يتقبل الصيام والقيام وأن يوحد كلمة أهل السودان، وهذا شهر الفتوحات والبركات، وأسأل الله تعالى أن ترتفع فيه الأكف لله رب العالمين بالدعاء الصالح، وأن يحفظ بلادنا وأمتنا وثرواتها وينعم عليها إن شاء الله بالخير والبركة وأن يوفق أهل السودان على أداء الصيام والقيام.
* بدأ كيف استقبلت المطالب الواسعة بعودتك مجدداً لوزارة النفط، في ظل تحديات توفير الوقود التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، والتي ما تزال قائمة؟
– والله أولا شكراً لأهلنا الذين ظنوا في الخير، ولثقتهم في أنني يمكن أن أكون عنصر إيجاب عندما جاء الضيق، وأسأل الله أن أكون على قدر ذلك الرجاء، وأسأله حيثما تم تكليفنا أن نستطيع تقديم المفيد لأهلنا.. هذه شهادة الإنسان يعتز بها، وهي أن يكرمك أهلك وينظروا فيك عنصراً للخير، أحمد لشعبنا هذا التقدير وإن شاء الله أيضاً يكون حافزاً ودافعاً، والإنسان يجتهد أن يقدم لأهله ما يفيد وإن شاء الله رجاءهم وشفاعتهم، تبقى رصيد قدام عندما تحتاج لي حسنة تنجيك من عذاب رب العالمين.
* في ظل الأزمة الحالية والمطالبة بعودتك، هل راودتك بعض الأمنيات بالاستجابة للمطلب رغم منصبك الرفيع الذي تتولاه الآن؟

ضاحكاً ..هذه أشواقك؟ ..
هذه أشواق وأماني الكثيرين من الناس؟
أنا جندي في محيط، (ومافي زول بمشي يقول أنا عايز أمشي الحتة الفلانية)، لكن كيفما كان الإنسان، يجب أن يسهم في فعل حاجة مفيدة، وإن كان الناس شهدوا أن في مجال النفط كان هناك إيجاب، فهذا من عند الله.
*هل قدمت مقترحات لحل أزمة الوقود، من واقع خبرتك الكبيرة في هذا المجال؟

نعم ..البترول في السودان موجود، ويحتاج إلى تضافر وعمل في الميدان، (البترول موقعه مش في المكاتب ولكنه في الحقول، وداير مجهود، وأنا بقول إن أبناء السودان قدموا نموذج يفخر به من قبل، ومابقول قدموا عوض الجاز)، نحن جربنا العمل فى ظروف في غاية المشقة، عندما تم قصف منطقة هجليج، كانت هناك ماسورة ٢٨ بوصة تضخ الزيت في النار التي بلغ ارتفاعها جراء الزيت أكثر من ٥٠ متراً، وكان الناس يحسبون أن النار لن تنطفيء إلا (بطائرات محددة وناس معينين)، وحاولنا نستنصر ونكتب ولم يأت رد وفي الآخر، قدر الناس أن يقوموا برش النار بخرطوم المياه بأنفسهم ويذهبوا، حتى يصلوا (البلف) الواصل للزيت ويقوموا بإغلاقه وقد كان، وهذه تضحية من أبناء السودان (لا خبير أجنبي ولا طيارة جات ولا حاجة)، بل قدموا أنفسهم وقاموا برش المياه بأنفسهم إلى أن حققوا ما سعوا اليه، في الوقت الذي كانوا يعتقدون فيه أن البترول لن يعود الا قبل عامين، (وكان ممكن البلد تكون في ضائقة لكن بدل سنتين، رجعنا البترول في ١٠ يوم فقط)، وهذا قدمه أبناء السودان بتضحية وهذه شهادة للناس، فقد جلسوا ١٠ أيام، ( مافي زول مشى فتش سرير ولا نام رغم وعورة المكان، أنا بقول إنو أمة السودان فيها خير والسودان فيه نفط محتاج لهمة).
* على من تقع مسؤولية العجز في البترول، وهل التعذر هذا لدواعي اقتصادية أم سياسية؟
أنا ماعايز أمشي معاك كتير في خطك الاستكشافي دا، لكن صحيح أن إنتاج البترول قلَّ، وجزء من الأزمة أن البترول السوداني، تأثر بانفصال الجنوب ولما خرجت الدولة كان هناك اتفاق من المجتمع الدولي ودولة الجنوب التي انفصلت بأن عليها التزامات (ودا كلوا لم يتم ولذلك صار هناك شح)، وهذا الشح كان يقتضي استدراكه بنفس الهمة التي بدأت عشان نعوضه، ولذلك حصل النقص، أضف إلى ذلك التطور الذي حدث في الدولة، هناك تطور كبير مثل المشروعات وتمدد الكهرباء والخدمات وعدد الآليات والسيارات التي تعتمد على النفط، كان هناك تطور وضعف في آن واحد وفي نهايتها أدت إلى هذه الأزمة وزي ما قال المسؤولين توقفت المصفاة والناس ما أدركوا أنها تُصان في الوقت المناسب، باعتبار أن هناك مصافي أخرى (والناس عارفة انو برنامجها يكون محسوب يعني وقت الأزمة الناس يحتاطون على أساس أن يكون هناك مخزون إلى أن تعود المصفاة إلى حالها، ودا في تفاصيله أحسن يتحدث الناس المسؤولين عنه، عشان ما نفتي فيه).
* ما الذي يمنعنا أن نخرج البترول مجدداً طالما أن أرضنا خصبة بهذا الشكل؟
– أيوة يمكن، عندما جاءت دولة الصين تريد عمل نموذج في الزراعة اخترنا أكثر المشروعات فشلاً، وهو مشروع الرهد، هذا المشروع طلمباته تعطلت ومزارعوه أصبحوا يبحثون عن الماء لهم ولدوابهم، لكن قلنا حقو ندخل على الحكاية دي ونشوف كيف تنصلح، والناس كانوا ينتظرون أن تأتي طلمبات من الخارج، نحن نادينا جزء من أبناء السودان وكونا مجلس أسميناه مجلس التوطين، وحقيقة قمنا بصيانة كل الطلمبات التي خرجت من الخدمة بجهد سوداني من غير أن يأتي مسمار من الخارج،!! كلها كانت من الورش والمؤسسات التي لديها صناعات، وقبل أسبوع نحن احتفلنا مع المزارعين الذين حمدو وشكروا، وهم يقولون لأول مرة تدخل علينا أموال في تاريخ المشروع لم تدخل.. المشروع طبعاً مقسم إلى أقسام، أحد المزارعين تحدث وقال إن قسمهم حقق ٨٠ مليار ودا مجملاً، في تاريخه لم يحدث، ودا قسم من ١٠ أقسام بس، نحن نشطنا أبناء السودان القاعدين في ورشهم وقلنا لهم إذا في ناس قاعدين يصنعوا الطرمبة انتو يغلبكم تصنعوا قطع الغيار لها، ومشكورين أنو دورت هذه الطرمبات بأيدي سودانية أدركت الموسم، وكان المزارعون أكثر انبساطاً، فهذا شكل من أشكال كيف تدفع بالناس للتحدي، والمضي والمتابعة والناس بعداك بنجحوا، ودا مشروع نهض من الخراب ورؤيتنا فيه مستمرة وهي عمل زراعة تنتهي بالصناعة، وندخل فيها الحيوان وتنتهي بالذبيح وكدا عشان نعمل القيمة المضافة.
يعني القصة عزيمة وإرادة؟
أيوة أن شاء الله في تقديري ذلك.
*متى تتوقع انفراج أزمة الوقود؟
إن شاء الله قريباً.
*حديثك عن العزيمة والإرادة ” د.عوض هل يسمح لي القول بأنك رجل المهام الصعبة، متى ما احتاجت إليه الإنقاذ وجدته، فضلاً عن الثقة الكبيرة التي ظل يوليها لك الرئيس، بجانب ثقته الكبيرة في شخصك والتي يعضدها بمقولة شهيرة (عوض الجاز هو جوكر الإنقاذ)؟
– مبتسما .. والله طبعاً الذي يمدح نفسه شخص مقصر، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون المقولة صحيحة، وأن يكون الإنسان على قدر الرجاء، واسأله أن نوفق وأن نكون على قدر تطلعات أهلنا وشعبنا، وعلى العموم نحن جند في السودان، حيث ما طلب منا أن نؤدي واجب، نكون إن شاء الله على استعداد ونجتهد بقدر الإمكان أن نقدم ما يفيد ولذلك لا أدعي لنفسي التقدم، ولكن نتفاعل مع إخواننا وإخواتنا، حيث ما كان موقع التكليف، اسال الله أن نوفق في ما نقوم به، وما يمكن أن تقوم به إن كان في العمر بقية بما ينفع بلدنا أن شاء الله.
*كيف استطعت أن تقود كل المؤسسات التي توليت قيادتها إلى النجاح، لو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر قيادتك لوزارة المالية التي أدرت دفتها بدقة متناهية، سددت الديون الداخلية وخفضت أسعار الخبز والأسمنت دون الإخلال بسياسة التحرير الاقتصادي، ونفذت الميزانية بالنقطة والفاصلة؟

– والله يا أختنا أنا بقول البتكلم عن نفسه زول مقصر، ولذلك إن كنا فعلنا شيء فيه خير، نسأل الله القبول وإن شهد الناس بأننا قدمنا ما يفيد، نسال الله أن تكون شهادة مقبولة عنده، أنا حقيقة كما ذكرتي انتقلت في عدد من المواقع بدء بالتجارة فمجلس الوزراء والطاقة والتعدين فالمالية والصناعة والنفط، ثم كلفنا بملفات ورجائي في الله سبحانه وتعالى أن يكون عملاً مقبولاً عند رب العالمين، لأن هذا هو محك المآلات النهائية في الآخرة، وهو أن يكون الإنسان عمله مقبولاً عند الله، لأنه معرض للحساب على كل حركة وسكن، ولذلك الإنسان يتمنى أن يكون حاضراً وفي ذهنه هذه المآلات، لأن الحياة مهما طالت نهايتها إلى زوال، وإلى شبر في الأرض، وأكرر مرة أخرى إن كان فيما فعلنا فيه شهادة إيجاب، فإنه لأننا تعاملنا مع الناس على السواء، وحقيقة أنا أقول حيث ما ذهبت يعني وجدت أبناء وبنات السودان على قدر الرجاء والتحدي، وليس هناك من فضل يرد لعوض الجاز منفرداً ولكن الفضل لله سبحانه وتعالى الذي وفق، ثم إلى شركائنا الذين تعاملوا معنا، وأهم مافي الأمر أن تعطي الإنسان مكانته وكينونته وتشعره بأهمية موقعه الذي فيه، لانه لا يوجد شخص عين في موقع دون أن يكون عنده قيمة، وإلا لم يكن موجود فيه، كلما الإنسان أشعر أخيه الإنسان بأنه جزء من المجموعة وجزء من الكينونة، وليس هو قيم عليهم وليس هو فقط رئيسا عليهم ولكنه واحد منهم سوف ينصلح الامر.. اسال الله ان نكون وفقنا بما بنينا من علاقات مع الكبير والصغير والرجل والمرأة، باعتبار أننا شركاء في النتائج أن كانت إيجابية أو سلبية فإن كان نسب لعوض الجاز من فضل فهو ليس لشخص منفرداً، وهو فضل لمجموعة عملت وأنا أقول أبناء وبنات السودان بخير، حيثما تعاملنا وجدنا الذين قدموا التضحيات الكبيرة وما نحن إلا جزء.
* على الرغم من تحفظك الحديث عن مجهوداتك إلا أن الجميع يشهد لك بالانضباط والدقة المتناهيتين في العمل الأمر الذي جعل النجاح حليفك؟
ضاحكاً .. والله دا كلامك أنت بعدين تقوليه، عشان ما أتكلم عن نفسي أقول أنا زول منضبط ولا كدا، لكن أنا بقول في أداء الأعمال أصلاً إذا الإنسان ما حمل نفسه على الجادة واجتهد وحدد لنفسه التزامه بالأداء والواجب، وكان ممثلاً للذين يعملون معه، فبالتأكيد لن يلتزموا معه لأن الشخص الواحد لن يستطيع أن يؤدي كل الواجب، وبالمقابل إذا الشخص حمل نفسه على الجدية ورأى الناس فيه من المثال، فقطعاً سيعينوه من بعد ذلك، لكن أنا بقول إنو إذا الزول عايز يتكلم عن زول أحسن يتكلم زول آخر ما يتكلم سيد الحكاية ويقول أنا شخص منضبط.
*الانضباط في العمل به مشقة للقائد؟
– فيه مشقة على النفس، لأن النفس تتوق للراحة وعدم المساءلة.

* إلى أي مدى ساهمت الدقة والصرامة المعهودة عنك في نجاحك في جميع المناصب التي توليتها؟
والله طبعا إذا برضو الناس اعترفوا أن هناك نجاح، فهذا النجاح لا يأتي بالهين، لانك تريد تأدية واجب، والواجب لم يؤد في وقته، أنت من الممكن أن تقوم بعمل في يوم أو في شهر أو في سنة، وتقول أنا عملت، لكن كونه يكون العمل موقوت بمواقيت بحجمه وكميته ودقته، وبمستواه فقطع شك يرتب ذلك على الإنسان شيء من المشقة، فإنت إذا لم تضرب على نفسك هذه المثالية والجدية (ما في إنسان بعينك) فإذا أنت حملت نفسك على الجدية فإن الذين يعينوك سيجدون أنفسهم في ذات النمط، فحمل الإنسان على جديته نرجو أن تكون مخافة من الله في المقام الأول وامتثال للمنهج الرباني، وربنا قال خير من استأجرت القوي الأمين، الأمانة في أداء الرسالة والقوة في حمل نفسك على أداء الواجب، (وصحي الواحد يعترف أن من وقعوا في ذمتنا من التكاليف، قاعدين نكلفهم مشقات، من حيث حضورك قبل الناس، وبقاءك بعد ذهابهم ومتابعة التكاليف بمواقيتها وهي التي يسمونها قطعية العمل في وقتها وكذا وكذا ودا غايتو منهج، الإنسان اختطاه لنفسه وأسال الله أن نكون وفقنا).
* دي روشتة نجاح؟
الأحكام دي أتركها ليكم، بعدين إنتي أكتبي انطباعك، أنا ما عايز أتكلم عن نفسي، عشان بعدين يقولوا عوض الجاز تحدث عن نفسه.
*هو ليس حديث عن النفس، بقدر ماهو تلمس لوصفات نجاح؟
والله أنا بفتكر إنو لوعايزين نبني بلد تتعامل مع الدنيا كلها، والتقدم بالطبع لا يأتي بالأماني، ولا بالحكي المجرد، فإن لم يكن هناك عمل محسوس أو ملموس لن تستطيع في الآخر أن تبني لك أمة أو دولة أو شعب، واذا الناس لم يحملوا نفسهم على الجدية تصبح مشكلة، ومهما قلت أنك بنيت علاقات وصداقات وهكذا، فما في صداقة دائمة ولا في عداوة دائمة، الدنيا تتقلب وتنتهي بنهايات مختلفة، لكنك بالمقابل لو حملت نفسك وشعبك وأمتك على أنك تعتمد من بعد الله على ذواتك وتوظف الناس، الشخص المناسب في المكان المناسب، بتكاليف موقوته وتحملهم على الجدية سوف يتغير الأمر كثيراً، والمولى عز وجل قال: (أن يكن منكم عشرون صابرين يغلبون مئتين)، يعني الإنسان الواحد قصاد عشرة، وهو نفسه الإنسان لكن قوة الإيمان والدفع هو الأساس، وهذه نظرية ربانية وحديثه تعالى ليس فيه خلاف، ولا شك ولكنه عايز التطبيق، والتطبيق فيه المشقة دي، فأذا الله وفقك انك تحمل نفسك، ستكتشف في الناس مقدرات وابداعات، لكن لو تركت الناس سيصبحوا مثل السوام (الحيوان)، الإنسان مكلف وهو خليفة الله في الارض، ولابد أن يستخدم عقله وإذا اردت بناء أمة ودولة وشعب لابد أن يحملوا على الجدية.. ودا منهج نسأل الله أن يوفقنا كلنا على أننا نقدر نحمل نفسنا على ذلك.
* السودان يمتلك عدداً ضخماً من الموارد، لكن نعجز عن توظيفها والاستفادة منها، فهل تتلخص مشكلتنا في الإدارة؟
صحيح كل مشاكلنا مربوطة بحسن الإدارة والتدوير، كلامنا الأول القلناه، وهو أنك ما لم تحدد أولوياتك كيف تنجزها، ومتى وكيف وكذا …ألخ من هذه التساؤلات، لو مابقت في ذهن الذين يقودون الزمام تصبح المشكلة قائمة، الإنسان يمكن أن يألف الراحة، مافي تنمية ولا نماء ولا تطلعات إذا مافي عزيمة وعمل، الآن الناس يتحدثون عن الإنتاج والإنتاجية، لابد أن يكون هناك فعل والقطع في التكاليف لو ما بقى متنزل على كل الناس لن يستقيم الأمر مش نحن ننتظر عشان الحكومة تعمل كذا وكذا، الحكومة نعم عليها دور لكن كل زول حاكم في مجاله وعليه دور،. لو مابقى في تسابق في الايجاب اكثر من (أعتقد و حقو وأرى وأظن) الامكانات ما بتتحرك براها، يحركها الإنسان والإنسان هو عنصر التغيير والنماء والإبداع.

*دكتور عوض باعتبارك شغلت منصب وزير مالية ماهو تقييمك لموازنة العام ٢٠١٨؟
– والله انا ما عايز أقيم .
*قليل من الروشتات لا يضير؟
أنا عارف انتو الإعلاميين عايزين حاجة تلقطوا بيها، الموازنة أنا بقولا في حتتها لو قلناه في الهواء الطلق قد يفهم النقل غير صحيح، وكأنما في زول واعظ وهو الزول صاحب الحكمة وداير يصوب الناس وكدا ماجميل. لكن في الآخر دعينا نتفق على كيف نخرج الكلام، أنا ماعايز انصب عوض الجاز مصلح وناصح ومنتقد وموجه وكذا لان شكلها ماكويس، نحن نحترم كل زول عين في مكانه وهو صاحب القرار، يعني ما تجي تقول ليه في زول صاحب العزيمة والرأي، ودا بولد نتائج غير كريمة وغير صحيحة، وقد يفهم الكلام في غير محله، ولذلك عوض الجاز أدار حاجة في وقتها وذهب، إن كان عمل إيجابا ربنا يجزيه وان أخطأ ربنا يغفر ليه، ولذلك أنا بقول العمل دا كلو داير عزم وهمة وانضباط وتكاليف ومواقيت وأنا بقول السودان مليء بالموارد، نحن ربنا حبانا بالمياه والأرض والمعادن والبترول والغاز والثروة الحيوانية ودي مقومات الدولة، وكلها عندنا موجودة لكن لو مابقى في الإنسان المنوط به توظيف هذه الإمكانات همة وعمل تصبح الإمكانيات معطلة. وننتظر انو يجينا الغريب والاجنبي ويستثمر .
البجي عليك لو مابقى فيك الجدية والهمة والنشاط برضو قد يفوت لانو ماجاي وحيديك حاجة مجان مهما كانت صداقتك معاه هو جاي زول منفعة وجاي يستثمر.

* البعض يرى أن هناك تقاطعات لتوليك ملفات التعاون لعدد من الدول المهمة، مع المهام الأساسية الموكلة لوزير الخارجية، وهل صحيح أن ذهاب غندور له علاقة بهذا الأمر، هناك من يصفك بأنك وزير خارجية من الباطن؟

– تكليفي لموقعي الحالي هو قرار من رئيس الجمهورية، وهذه اللجنة يرأسها رئيس الجمهورية، ما رئيسها عوض الجاز، واللجنة دي فيها عدد من الوزراء بما فيهم وزير الخارجية، وأصلاً إذا كانت الحكاية جابت أسماء، فغندور من أقدم أصدقائي من نحن صغار وليس بيننا خلاف البتة، وبالعكس اللجنة هذه يرأسها رئيس الجمهورية، وأعضاؤها طاشر وزير، بمن فيهم وزير الخارجية نفسه، ونحن شغالين مع عدد من الوزارات ومافي تقاطع ولكن الناس مرات يحبو إنو يثيروا الغبار، الخارجية حضورها معنا في كل كبيرة وصغيرة، وما عوض الجاز ساكت داير يبقى وزير خارجية ولا كدا لكن جاء بتكليف حتى يقدم أشياء مضافة لهؤلاء الوزراء، وطيب كان ممكن يحرد وزير التعليم ولا غيره، لأن اللجنة (تهبش) كل الوزارات واللجنة تجتمع بعضويتها كل أسبوعين بحضور المعنيين (لكن الناس يحبو يثيروا الكلام ويقولوا ليك شالوا منو الملفات وقلعوا ولا في زول بقعد في محل التاني ولا حاجة، وهل سمعتي إنو عوض الجاز صرح عن حاجة عن الخارجيات ولا كدا.. بس الناس مرات للأسف، تترك المضمون الأساسي وتذهب للامساك في أشياء تحدث الخلافات، ولن يكون يكون لدينا حظ نفس أن أزيح فلان أو نجلس مكان فلان).
واذا اصلا نحن عايزين نخاصم بعض ما ح تنفع البلد واذا شغلنا ما كمل بعض واذا بقت حظوظ نفس وفلان يريد أن يحل فلان محل فلان، فلا فائدة من وجودنا.
دي مسؤولية أمام الله والواحد ما عايز يسترزق، في ناس يفتكروا انو الزول القاعد في الحكم دا مستمتع لكن غير شقاوة وشيل حال مافي حاجة، لكن برضو نحن مطالبين نتجاوز القيل والقال وننفع بلدنا.
* كيف تقرأ التعديلات الوزارية الأخيرة.؟
ضاحكاً… لا ماعندي تعليق السؤال دا أحسن تشطبيه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية