رأي

الأرض اليباب!

رشان أوشي

ديسمبر الماضي، كنت اتجول في وادي حلفا وغرب السكوت، بدعوة كريمة من معتمد حلفا “هاني شلبي”، التقيت في خضم الجولة بعدد من أهالي مناطق وادي حلفا والمحس، وبعض جزر السكوت، اجتماع على مائدة فطور نوبي طرحت قضايا المنطقة التنموية، كان أهل تلك القرى والجزر النائية مستاءون جداً من حالة التهميش التنموي التي عاشوها لعقود، وكانت سبباً مباشراً في هجرة معظم شباب المنطقة إلى خارج البلاد، فتدهور الفلاحة، واندثار عائداتها خاصة النخيل الذي تأذى من رطوبة سد مروي، إضافة للحرائق التي قضت على كثير منه، وانعدام الخدمات الأساسية (الكهرباء، المياه النظيفة، العلاج)، جعلت أهل تلك البقاع حانقون جداً على المركز، وعلى حكومات الولاية الضعيفة، التي لم تسهم إيجابياً في تطور المنطقة تنموياً، فمازال الناس يموتون جراء لدغات العقارب والثعابين، ونسبة لعدم توفر دور العلاج والمشافي وأمصال سم الهوام، والنساء تهرت أجسادهن جراء سرطان الثدي اللعين المنتشر بشكل كبير، وحلت عليهم مؤخراً لعنة التنقيب عن الذهب عشوائياً ومنظماً، واختلطت مياه نهر النيل بالسيانيد.
ظل المركز يدفع لتلك الأرض اليباب بولاة لا يقدمون ولا يؤخرون، وقبل أيام جاءت الطامة الكبرى حيث تم التخلص من الوزير الشاب (ياسر يوسف)، الذي فشل فشلاً ذريعاً في مشاركة إدارة وزارة الإعلام، وخاب حتى في إدارة صراعاته الخاصة التي أودت بوكيل الوزارة “عبد الماجد هارون”، تم تعيين “يوسف” والياً على الشمالية، لتستكمل عملية التدمير الممنهج لتلك الرقعة التي عانت ظلماً لعقود من الزمان.
ونواصل..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية