الديوان

“اللوري”.. تفاصيل عربة ارتبطت بوجدان الناس تسعى لمقاومة النسيان..

(اللوري حلَّ بَيْ... دلاَّني في الوِدَيْ)

الخرطوم ـ المجهر
تُشكّل عربات “اللوري” أو ما يعرف في التجمعات المحلية بـ”السفنجة” تُشكّل القاسم الأكبر في نقل البضائع والركاب في السودان إلى وقت قريب، حتى أنها ارتبطت في الوجدان الشعبي من خلال الأشعار وتوصيفها ووصف صوتها، إلا أنها بدأت تقاوم النسيان .
وإمعاناً في الوصف فإن محركات “اللوري” وصوته تسقط على الحالة النفسية التي يعيشها الشخص من الشعر، لذلك ظهرت العديد من الأشعار وأنواع من الدوبيت والأدب الشعبي التي ارتبطت بـ”اللوري” أو ارتباط الحبيب بمحبوبته وانتظار وصول “اللوري” على شاكلة “اللوري حل بي” والعديد من الأشعار والمواقف التي يتسيد فيها “اللوري” المنتج من شركة “بدفورد” الإنجليزية الموقف، كونه الوسيلة الوحيدة في تلك الأزمان الغابرة، بل إن حداثة “اللوري” كانت محل فخر للأسر والمجتمعات.
ولكن ومع تطور وسائل النقل أفل نجم “اللوري” كوسيلة نقل في السودان، فظهرت الموديلات الحديثة من السيارات والشاحنات الكبيرة، إلا من أرقام محدودة من “اللواري” تجوب الولايات الطرفية تنقل البضائع بعد هجرة الركاب لها، بعد ظهور العربات الفارهة والموديلات الحديثة بحسب ما أورد موقع (الشروق)
وكان لـ (اللوري) عهد ذهبيّ.. حيث ارتبطت أغنيات شعبية كثيرة بـ (اللوري) وماركاته المختلفة
مثل (بدفورد) و(نيسان) و(أوستن) الذي كان يطلق عليه (أبيض ضميرك)
أغنية شعبية شهيرة هى أغنية (دَوْدَوْ بَيْ اللوري))، من أغاني اللوري أغنية الفنان عبد القادر سالم (اللوري حلَّ بَيْ… دلاَّني في الوِدَيْ)
وأيضاً أغنية الفنان الراحل إبراهيم موسى أبَّا (ما دوَّامة) حيث يقول: (نركب الكركابة وندلَّى في ام روابة)
تعيش لواري (السِّفنجة) هذه الأيام في خريف العمر، إذ بعد انطلاقتها الوثابة
في أيام شبابها في النقل التجاري والسفري في ربوع ولايات السودان
من أقصاه إلى أقصاه، أصبحت دابَّة الأرض، تتحرَّك وهناً على وهن، في مسافات قصيرة محدودة.
حيث طوت جناحها لتنقل الطوب من الكمائن و(القش) من الحواشات و(البطيخ)
كثيرة هي الأغنيات التي تغنى فيها أهل الفن بشتى أنواعه للعربات والسواقين – الحديث، والحقيبة وأغاني الرق وأغاني البنات
“وا ناري الليلة وا ناري
وا ناري السندة طوالي
وا ناري الما بقيت سواق
أترك العالي وأمشي بالدقداق”
ومن ضمن الأغنيات التي راجت في منتصف السبعينات وأطبقت الآفاق أغنية أبو عبيدة حسن الشهيرة التي تقول مطلعها:
” سواقو ليه شلتو من البيت لي مدرستو”
أغنية عبيد الطيب
” يا سايق يا ماشي
النظرة ماشة وراك وقف وقف
وسوقني معاك يا سايق”
أغنية الفنان عبد القادر سالم التي تغنى شاعرها للوري وقال:
السيسبان الني والحرير الطي
الجابني ليك زمان
وأنا برضي بيك ولهان أنا
اللوري حل بي دلاني في الودي
جابني للبرضاه،،،
العمري ما بنساه،،
حبيبي سيد الناس ويبقى لي وناس،،،

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية