الديوان

بريطانية نبشت في تاريخ السودان.. وخرجت بهذه النوادر

الخرطوم ـ عبدالعزيز إبراهيم
عندما أكملت إحدى عارضات الأزياء دورتها في ساحة العرض القصيرة، تخيل الحضور للوهلة الأولى أنها ترتدي زياً تاريخياً من العصور القديمة، لكن إلى مطلع الستينيات كان ذلك هو الزي الشعبي للنساء في شرق السودان، وعلى ضفاف البحر الأحمر.

الفنانة التشكيلية الإنجليزية غيرزلدا الطيب التي عاشت في السودان 60 عاماً متواصلة، رصدت فيها التحولات العميقة التي طالت ملابس النساء والرجال، ودونتها بريشتها في رسومات جميلة، حولتها إحدى مصممات الأزياء السودانية، برفقة خبيرة في الأكسسوارات، إلى أزياء شعبية، في عرض استعاد تلك الحقبة الفريدة قبل موجة التحولات والتأثير الخارجي الذي طرأ على الملابس التقليدية منذ منتصف السبعينيات، بفعل العولمة والانفتاح على العالم.
الأزياء التي حفل بها ألبوم الفنانة الإنجليزية ازدهرت منذ أن أنشأ المستعمر الانجليزي مزارع واسعة للقطن، مكنت المناسج الشعبية التي أدخلها مهاجرون من الصعيد المصري في نسج ملابس نسائية ورجالية، تتناسق مع الثقافة الشعبية السائدة آنذاك، لكنها لا تخلو من تشكيل فني خلاب.
ثوب “عين الكتكوت” و”الدلع” و”الشفون” و “رسالة لندن”و “أبوقجيجة” و”الخرطوم بالليل” و”ثوب الكريب” أسماء ما زالت في الذاكرة لأزياء تألقت بها حسناوات الستينيات والسبعينيات، لتندثر بعد ذلك، وتبقى فقط في ألبومات الصور القديمة والأغاني الشعبية التي مدحت تلك الأزياء.
النصيب الأكبر من اللوحات التي حفل بها ألبوم الفنانة الإنجليزية، كانت لملابس رجال ونساء من شرق السودان، بهرتها أول مرة عندما رست بها السفينة في ميناء بورتسودان، لكن رحلاتها التالية على طول الشريط النيلي برفقة زوجها، جعلها توثق للأزياء النوبية القديمة في أقصى شمال السودان التي خلبت الألباب على مر العصور.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية