أقرأوا القرآن في رمضان
قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة: 185) ولأنه شهر القرآن فقد كان لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم جهد كبير في قراءته وتدبره ومدارسته وحفظه
فكان “عثمان بن عفان” (رضي الله عنه) يختم القرآن مرة كل يوم، وكان بعض الصحابة يختم القرآن كل سبع ليال في التراويح، فقد ورد عن “عمران بن حدير” قال: «كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع».
وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر. وكان “قتادة” يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل
ليلة وكانت الخشية هي الغالبة عليهم في قراءتهم، فقد أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون) (النجم: 59-60)، بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهم بكى معهم فبكينا ببكائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع» (رواه الترمذي: 1633).
وكان “سفيان الثوري” إذا دخل رمضان ترك جميع الأعمال وأقبل على قراءة القرآن. وكان “الوليد بن عبد الملك” يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.