أخبار

التعديلات وخيبة الأمل

في الوقت الذي انتظر الناس مغادرة الطاقم الاقتصادي للحكومة بعد فشله الذريع في إدارة ملف الاقتصاد وتسببه في أزمة الوقود والسيولة باعتراف رئاسة الجمهورية (حديث د. فيصل) في الشمالية جاءت التعديلات واسعة ولائياً ومحدودة اتحادياً، وجدد المكتب القيادي الثقة في وزير المالية وطاقمه المعاون من وزراء دولة ومحافظ البنك المركزي.. وكانت معلومات قد تواترت من مساعٍ حثيثة بذلت لإقناع الدكتور “الفاتح علي صديق” الخبير الاقتصادي بقبول منصب وزير المالية إلا أن الرجل قد تمنع ورفض حتى بعد تدخل وسطاء من خارج القصر مثل الفريق “الفاتح عروة”.. واعتذر كذلك الدكتور “عبد الحليم إسماعيل المتعافي”.. ليبقى الجنرال “الركابي” في موقعه وزيراً للمالية.. وهو رهان ترى فيه القيادة العليا للدولة ما لا يراه الشعب؟؟
وعلى صعيد آخر، جاء اختيار السفير “الدرديري محمد أحمد” للخارجية منصفاً لجيله ولأهل النظر في التيار الإسلامي وهو من قلب الدبلوماسية.. عميق المعرفة.. قارئ ومثقف.. ويعد تمثيله جغرافياً لأهل كردفان منصفاً له ولهم.. بيد أن الأجواء التي تحيط بالسودان (معقدة) والسياسة متأرجحة ما بين الشرق والغرب.. وقد أصبحت وزارة الخارجية في السنوات الأخيرة لا تملك من الشأن الخارجي إلا الاسم.. توزعت مهام الخارجية ما بين القصر وجهات أخرى.. فهل يعيد السفير “الدرديري” للخارجية ولايتها على العمل الخارجي؟؟ أم يرتضي الواقع على علاته ويصون لسانه ليحافظ على كرسي الوزير؟
وفي الوقت الذي كان فيه أغلب المراقبين يتوقعون مغادرة الجنرال “عبد الرحيم محمد حسين” لمنصب الوالي بالخرطوم وصعوده للقصر مستشاراً وترفيع نائبه النشط وقلب الخرطوم النابض “محمد حاتم سليمان” لمنصب الوالي، جاءت تقديرات القيادة العليا بأن يبقى الجنرال “عبد الرحيم” والياً للخرطوم.. وودعت الفولة “أبو القاسم الأمين بركة” الذي منحته القيادة شهادة إنجاز بتجديد الثقة فيه والياً على بحر أبيض وخليفة لـ”عبد الحميد موسى كاشا” الذي تفاجأ الكثيرون بخروجه.. وأيضاً من حكومة “بركة” عيّن “شريف عباد” رئيس المجلس التشريعي والياً على أكبر ولاية دارفورية (الفاشر)، بينما خرج “عبد الواحد يوسف” من التشكيل الولائي.. وفي جنوب كردفان جاء اختيار الفريق أمن “محمد إبراهيم مفضل” والياً، خلفاً للواء د.”عيسى آدم أبكر”.. ومن المفارقات الكبيرة أن الجنرال “مفضل” الذي يعدّ من قادة جهاز الأمن النافذين ومن منسوبي الحركة الإسلامية المخلصين وقادة المؤتمر الوطني (الفاعلين) لم يزر جنوب كردفان في حياته إلا مرة واحدة قبل شهر من الآن حينما اختاره دكتور “فيصل حسن إبراهيم” مساعد الرئيس ضمن رفقاء رحلته إلى كادوقلي.. وربما قصد “فيصل” تهيئته لمهمة صعبة وشاقة في مرحلة دقيقة وظروف اقتصادية معلومة.. وقدر “مفضل” أن المواطنين ينتظرون منه عطاء “أحمد هارون” في التنمية وتضحيات “عيسى آدم أبكر”.. والجنرال “مفضل” في كادوقلي هو رابع جنرال يجلس على حكم الولاية المضطربة.
وفي الداخلية تمثل عودة المهندس “إبراهيم محمود” عودة وعي وإنصاف لرجل أثبتت الأيام أصالة معدنه وتحمله للمهام الجسام.. والصبر على المكاره.. والحرب المعلنة من الأقربين.. فهل يعيد “محمود” للداخلية ما فقدته في أيام “حامد منان”؟!
نواصل

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية