ابراهيم دقش
فجر الأربعاء الماضي بمطار الخرطوم وعقب فك الحصار العاصفى والترابي عن المدرجات هبطت ما لا يقل عن عشر طائرات فى مدى ساعتين ..ولَك أن تتصور الصفوف المتراصة و التزاحم بالمناكب على (سيور) العفش، وهو منظر يفشل أعتى قلم في نقله كصورة حية متجسدة ومتمددة داخل الصالة وخارجها، لكن صيدلانياً رباطابياً كان يقف هناك ولخصها فى جملة واحدة: هي أن يشبه حال المتزاحمين حول سير العفش، بالواقفين فى المقابر فى تشييع جنازة؟
وَمِمَّا حيرني كل تلك الأعداد المهولة العائدة لأرض الوطن في هذا التوقيت الصعب..صيف ساخن ،وسلع أسعارها في السماء، ومواصلات متعثرة، وإن وجدت فتكاليفها عالية، وصفوف وقود سيارات لم يسلم منها (قوند ران) أو (ركشة) وشح في غاز الطبخ، وسماء سياسية ملبدة بالغيوم وحكومة (تاه) منها الدرب وفقدت البوصلة ..فلا هي باقية. ولا هي ذاهبة ولا هي عند كلمتها أو قدرها بوقف التدهور المتسارع الوتيرة الذى كاد يشل الحياة، خاصة الجزئية الاقتصادية و المعيشية …ويتزامن كل هذا مع – ويا للعجب -مع ظواهر غريبة مثل محاكمة قاطعى شجرة صندل المتحف القومي، و مع وداع سفريات الشمس المشرقة سابقاُ، الخطوط الجوية السودانية، لما فوق الألف من منسوبيها ومع إبحار آخر سفينة تابعة للخطوط البحرية السودانية إلى الهند، حيث ينتظر من اشتراها (خردة) استلامها بعد أن دفع الثمن (ما معروف بأي عملة)… ياناس ياهوي فى خردة بتمشي بكرعيها للهند؟؟؟
السؤال هو: هل هي أزمة بلد أم أزمة في بلد أم بلد في أزمة؟ وسيان كانت الإجابة فهي لا تفرق مادامت النتيجة واحدة .
هل صحيح أن وزير مالية ماليزيا صرح لقناة أربعة وعشرين الفرنسية بان مستثمراً سودانياً واحداً من الذين اختاروا الاستثمار فى بلاده، كفيل بحل ضائقة السودان المالية والاقتصادية القائمة..
هل هذا معقول يا أهل العقول. ؟؟؟؟؟؟