مثل ما إن كل منا يحرص على استفادة أبنائه من الإجازة المدرسية وعدم تركها للأنشطة غير ذات الجدوى، فإنني احرص في المقابل على متابعة برنامج العمل الصيفي بشكله الرسمي في كل عام للوقوف على ما ينجزه الطلاب من عمل مميزة، وللأمانة كنت أجد تطوراً ملحوظاً في كل عام، يوازي حجم اهتمام الدولة بالبرنامج سيما وأن النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء هو من يتولى رئاسة اللجنة العليا للبرنامج، وذلك لتحقيق معادلة جيدة تستفيد الدولة من الطاقات الشبابية وتسخرها لبرامج ذات نفع تطوف خلالها الولايات المختلفة، ويستفيد الطلاب من اليسير من الدعم الذي يقدم لهم لجعله برنامجاً منتجاً، فقد أثبتت مقدرات الطلاب الذاتية، أنها جديرة بتطويع كل ما هو صعب من برامج.
غداً ستدشن رئاسة الجمهورية برنامج العمل الصيفي بولاية مهمة وذات خاصية وظروف استثنائية وهي ولاية غرب دارفور، حيث سيحل مساعد رئيس الجمهورية د. “فيصل حسن إبراهيم” ضيفاً على الافتتاح الرسمي للبرنامج الذي سيستمر طوال فترة الإجازة، كنت حريصاً على تلبية دعوة اتحاد الطلاب صاحب هذا العرس، ولكن ضغوط العمل اليومي والتوقيت حال بيني وهذا المحفل الذي يحقق فيه الطلاب إنجازات منقطعة النظير.
لفت نظري أن الافتتاحات في عواصم الولايات لا يعني أن الأنشطة تغيب عن المحليات الأخرى، وقد تمدد الطلاب بانشطتهم إلى أطراف الولايات والمدن الأخرى.
أنشطة متعددة يقوم بها الطلاب في محليات الولاية المختلفة بما في ذلك القوافل الصحية.
ما يطلع الاتحاد من أنشطة تفوق الكثير من الجهد الرسمي الموجه، فلنا أن نتصور أن البرنامج يشمل على إعمار المدارس حيث يأخذ الاتحاد بصحبته المعينات المطلوبة لذلك، حيث يشارك في عمليات البناء والعمل الهندسي، طلاب مدارس التدريب المهني، وهذا بمثابة ترجمة حقيقية لتسخير الطاقات التي ستتوجه إلى سوق العمل لاحقاً.
أيضاً من ميزات هذا التدشين بمدينة الجنينة دار أندوكا كما يسميها أهلها، هو تقديم الطلاب لملحمة غنائية وطنية رائدة تجسد ولايات دارفور في وأوقات الحرب وما بعدها وتضيء الطريق لتتكشف فيه الحقائق.
التحية في هذا الصباح لاتحاد الطلاب على جهده المتواصل مع المجتمع من أجل خدمات حقيقية، والتحية الخاصة لرئيس الاتحاد وللأمين العام، التحية لوالي غرب دارفور راعي العرس.
والله المستعان.