المشهد السياسي

“الطيب النص” في رحمة الله

موسى يعقوب

صباح الأحد العشرين من شعبان 1439ه السادس من مايو 2018م، هزنا نبأ رحيل ابن الجيل والأخ الغيور، رجل الأعمال والإحسان والمبادرات عند الحاجات، “الطيب أحمد عثمان النص” عليه الرحمة ونسأل الله له المغفرة والقبول الحسن.
“أبو النص” عليه الرحمة، قامة وطنية وإسلامية وإنسانية، ولذا فقد فاضت داره بمدينة العيلفون التي ولد فيها ونشأ وعاش ومات، وكذلك مقابرها عند التشييع ومواراة الجثمان بالمعزين ومن فقدوه ممن عرفوا فضله وكرمه وعطاءه، فالدولة في قمة رئاستها الرئيس المشير “البشير” والحركة الإسلامية ورجال المال والأعمال والطرق الصوفية والإدارة الأهلية كلهم كانوا هناك وبعضهم يبكي والكل يترحم.
ولم يفت على بعض الصحف وقادة الرأي والتعبير أن نطقوا بما يستحق “الطيب أحمد عثمان النص” وقد أصبح في رحمة الله.
صحيفة (مصادر) انفردت تقريباً بتغطية النبأ، ولم يفت عليها أن تذكر دموع الرئيس “البشير” ونائب الرئيس السابق وأمين عام الحركة الإسلامية الشيخ “علي عثمان محمد طه”.. وكلاهما ممن عرفوا الراحل “الطيب النص” عن قرب، وهو الذي كانت له عطاياه ومبادراته في دعم الدولة والحركة الإسلامية والمجتمع، ولعل فيما ذكره الكاتب “إسحق أحمد فضل الله” في زاويته بصحيفة الانتباهة ما يشير إلى ذلك.
الأستاذ المهندس وابن العيلفون “إسحق” أعاد إلى الذاكرة الطائرة المحملة بالأدوية التي جاء بها الراحل العزيز للناس أيام أزمة السيول والأمطار التي ضربت البلاد.. وذكر كذلك الجرارات النهرية على شاطئ العيلفون التي تفرغ أطنان الوقود والقمح والدقيق الخ.
ولعل ذلك وغيره ما جعل الأستاذ الكاتب والإعلامي والمعني بتاريخ الرموز الوطنية والإسلامية “حسين خوجلي” يقول في كلماته التي كتبها بصحيفته (ألوان) يوم الإثنين، وقد كان قريباً من الراحل “الطيب النص”
كرمك يحاكي سيول الوابل البترزم
يا الطالق يمينك دافقة ذي بير زمزم
وينهي “حسين خوجلي” كلمته بما يقول أهل شرق النيل ومنها العيلفون.
أنكسر المرق وأتشتت الرصاص
وسار “النص” ضحى وين البلم الناس..؟!
هذه الكلمات وغيرها يستحقها أخونا الراحل “الطيب النص” والذاكرة الوطنية والإسلامية تحمل الكثير للمرحوم وعطاياه وكرمه ومشاركته في العمل العام والسياسي والاستثماري، وقد اعترف له الكل بذلك بمن فيهم الحركة الإسلامية وأرباب الغرف التجارية وأصحاب العمل الذين نعوه فقد كان رمزاً من رموزهم والناطقين باسمهم لسنوات عدة 1993م – 2005م.
وفي نعي المؤتمر الوطني للراحل بصحف أمس الأول شهادة له بأنه دفع في حياته ضريبة الوطن في كل مستوياتها كرماً وإسهاماً في التنمية والخدمات والعمل السياسي والتشريعي الذي كان له دوره فيه.
رحل أخونا “الطيب النص” عليه الرحمة بعد معاناة مع المرض والصبر عليه بفضل الله، وذلك ديدنه فنسأل الله له وقد ودعنا حسن القبول ويلزمنا وذويه وأسرته وكل الأمة السودانية الصبر وحسن العزاء.. فقد كان فقده – عليه الرحمة – ونحن من نعرفه وعاشرناه (فقد أمة) والموت سبيل الأولين والآخرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية