.. ليس فقط بحكم ريادتنا وتاريخنا ومكانتنا الأفريقية والعربية (وكل ما يمكن أن يُقال شعراً ونثراً)، كان يجب أن نتقدم كل من حولنا في مجال الطيران والنقل الجوي بل ايضاً لهذه الإحداثيات الجغرافية التي وبنعمته تعالى جعلنا بها نحوذ على أكثر النقاط والمراكز الملاحية الإقليمية والدولية أهمية وتميزاً لوقوعها وسطاً بين شرق البسيطة وغربها وأغناها وأكثرها تقدماً وأفقرها وأكثرها شقاءً و كتلة بشرية متنقلة بتفاوت حاجاتها وتباينها في عالم متلاعب بخبث ودهاء وظلم واعتداء بين موارد مستغلة وحياة متحركة وقاعدة موردية ضخمة منهوبة بغباء ساكنيها وصامتة بتبلد أهلها.. نقاط تميز كان يجب أن تقود لتقدم وارتقاء لا إلى عجز وتأخر وابتلاء من جنس (ما كسبت أيديكم) وبحكم تقدير علماء المجال فإن حال كهذا الذي تهيأ لنا كان يمكن أن يكون معه عائد الحركة الملاحية الجوية والتجارية وباستثمار سمائنا فقط عبر ناقلنا الوطني ومطاري الخرطوم ومروي الدوليين ما يغطي نصف منصرفاتنا (حتى المنهوبة منها رسمياً وشعبياً) ولكن ماذا نقول ونحن فقط من دون البشرية القادرين على تحويل نقاط التميز وحظوظ التقدم إلى نقاط فشل وأسباب عجز وهزيمة.