ليلة القدر..!
{ أتت أحدهم ليلة القدر وأراد أن يقول لها (عايز أبقى زي “صلاح إدريس”)، فارتبك وقال (عاوز أبقى زي إدريس صلاح)، فصحا من النوم ووجد (كارو) وحماراً أمام الباب..! وأتت ليلة القدر لـ “صلاح إدريس” وقالت له (ايش تبقى) وبدلاً من أن يقول لها (ايش أنت تبغين) كما قال المرحوم “الملك فهد” في أحاجي المغتربين السودانيين، يبدو أنه قال أتزوج “نضال”، وأتت ليلة القدر لـ”نضال” وبدلاً من أن ترتبك وتقول “إدريس صلاح” قالت “صلاح إدريس”، وكان الزواج الميمون، وللعروسين تحياتي وعاطر أمنياتي .
{ وأذكر عندما كنا بالسنة الثانية بالمدرسة الابتدائية، خرجنا إلى فسحة الفطور وكل منا يمني نفسه بالوجبة الشهية التي قامت الأم بتحضيرها، وكان وقتها يوضع الفطور داخل العمود، وتفاجأنا ونحن ثلاثون طفلاً بالفصل المدرسي بوجود فطير القمح المملح بالروب لكل منا، وبدد حيرتنا ودهشتنا ناظر المدرسة الأستاذ “عبد القادر” وهو يخبرنا أن ليلة قدر قد جاءت إلى المدرسة بدلت أكلنا بأكل أهل الجنة، فصدقنا مقولة الناظر، وذكرت هذه القصة لابنتي “لينا” وكان عمرها في عمري وقتها، فقالت لي يبدو أنكم كنتم ساذجين.
وأخذتني روحانيات ليلة القدر إلى شيخنا الجليل الشيخ الصادق الصائم ديمة، فقد قال لي: (كان هنالك شيخ سنونه تعبانه وكان حيرانه يضعون أمامه اللحم الخالي من العظم، وفي ذات مرة جلس بجوار الشيخ أحد ضيوفه، وبدأ يلتقط اللحم من أمام الشيخ بنهم، فسأله الشيخ مغتاظاً: ها جنا أنت ماخد الطريقة على منو؟ فأجاب الضيف: على شيخنا “الصابونابي”.. فقال: والله كضاب إت ماخد طريقتك على الحدية).
{ عندما حضرت إلى الديار من الغربة ودعاني الدكتور “عصام الدين محمد أحمد” إلى تدشين الشركة السودانية للإنتاج الإعلامي، سعدت بمقابلة نفر من سادة القرطاس والقلم “مصطفى أبو العزائم” و”عمرابى” و”النحاس”، وأخبرني الدكتور “عصام” أن الشركة قد تم تأسيسها في عام (92) ونسبة لسفره لدولة الإمارات أعاد تدشينها اليوم، وهي في نظره كطائر الفينيق الذي عاش ألف عام وهوى وعاد إلى الحياة مرة أخرى، قلت له (إن شاء الله تبقى ذي طائر الفينيق بس أعمل حسابك ما تبقى زي طائرة الانتنوف)..!