وهل أقنعونا .. ليقنعوا أمراء الخليج ؟!
أين وزير الاستثمار نائب رئيس مجلس الوزراء للقطاع الاقتصادي السيد” مبارك الفاضل المهدي “من اجتماعات اللجنة الرئاسية الخاصة بسعر الصرف؟! بل أين هو من مأموريات التفاوض حول القروض وتمويلات المواد البترولية مع السعودية والإمارات وقطر؟!
كيف يكون وزيراً بهذا الوزن وتلك التجارب في التفاوض حول الصفقات الاقتصادية مع حكومات الدول العربية والغربية منذ عهد حكومات السيد” الصادق المهدي “في ثمانينيات القرن المنصرم ولا تتم مشاورته ولا الاستفادة منه ليكون مبعوثاً رئاسياً لتلك الدول التي لا تحسن استقبال إلا من ترى أنه ابن ملك أو حفيد أمير أو سُلطان أو سليل أسرة رفيعة من بيوت الأشراف في أي بلد عربي، وهكذا يعامل (آل المهدي) في دول الخليج العربي .
قبل عامين، حاورت وزير المالية الأسبق منظر مشروع تحرير الاقتصاد في السودان السيد “عبد الرحيم حمدي “تلفزيونياً لصالح قناة (الخضراء)، وقد ذكر في حديثه أن (الإنقاذ) استفادت في شهورها الأولى بالحُكم في العام 1989 من اتفاق أنجزه” مبارك الفاضل “مع “ليبيا القذافي “لمد السودان بالنفط لمدة (6) أشهر أو أكثر !!
اليوم .. السودان يعاني أزمة نفط حادة جداً منذ أسابيع، وحكومتنا ترسل لدول النفط من لا يستطيع أن يقنع موظفيه في المالية وبنك السودان، دعك من إقناع ملوك وأمراء دول !! هل أفلح هؤلاء المبعوثون في إقناعنا – نحن الشعب السوداني – ليقنعوا أمراء الخليج ؟!
ثم يحدثنا البعض عن (فتات) أتى به مدير مكتب الرئيس السابق الفريق” طه عثمان “من السعودية والإمارات، فنحدثهم عن ناقلات بترول أرسلها” القذافي “تضخ بنزيناً وغازاً وجازاً في مستودعات السودان .. لنصف عام .. ودون مقابل، ثم نحدثهم عن ناقلات نفط مجانية بعثها الرئيس الشهيد” صدام حسين “للسودان مطلع التسعينيات، فضلاً عن سرب طائراته الحربية التي ضربت الجيش الشعبي المتمرد في” الكرمك “و”قيسان “حتى تحررتا في العام 1987، وتم تكريم الطيارين العراقيين في جنينة السيد” علي “بحضور مولانا” محمد عثمان الميرغني “ووزير الخارجية آنذاك الدكتور” حسين سليمان أبو صالح”.
مهارة التفاوض الدولي لا يحسنها أي شخص عادي .. فقط لأنه صار موضع ثقة عند القيادة وأصبح مبعوثاً رئاسياً في ظل الفراغات التي استحكمت حلقاتها على الدولة !
ظرف البلد الدقيق يحتم علينا أن نستفيد من قدرات الآخرين في الحكومة .. خارج صندوق (like & dislike).