في ظل اعتكافي عن كل شيء… ما عدا تلك الأشياء التي تطل عبر نافذة الضروريات…وفي ظل انعدام البنزين الذي جعل كل من يمتلكون السيارات في عداد الراجلين …ترجلت عن صهوة حيرتي وامتطيت إحدى سيارات ترحال …وترحال لمن لا يعرفون عنه شيئا…هو تطبيق يعمل كواسطة خير بين الزبون وصاحب التاكسي عبر شبكة الانترنت….المهم…
خرجت من منزلي وأنا اتنسم هواء الصباح الرائع فوجدت السائق قد وصل أمام الباب…
كانت مدة مشواري مع السائق إحدى عشرة دقيقة فقط لا غير…
والله لم اقل فيها كلمتين…ووالله لم يكف هو عن الحديث البتة…ولم يقل شيئا غير عنصرية بغيضة بدأها من أمام البيت حتى وصولي …
كان يتحدث عن أهل الأقاليم ببغض لا يحتمل …بيد أنني لم اكن افعل غير الضحك…
ضحكت من قلبي…ليس لأن ما يمارسه من سلوك غير حميد كان محط إعجابي…
ولا لأني أصبت بالجنون…
ضحكت فقط ..لأنه كان يتحدث معي أنا الموغلة في العامية العاشقة للأقاليم والمدافعة عن قديم عادات القرى والأرياف بضراوة وشراسة…
كنت أشعر أنه يخنق جيدي بحبل بغضه لهم…ويضرب على جسدي بسياط اتهاماته لهم بأنهم السبب في نكبة هذه العاصمة…
مرة أخرى نعلق خيبة عجز أهل الشأن والاختصاص في جيد أهل القرى البسطاء ..
الغريب في الأمر أننا كنا ناقشنا موضوع العنصرية للمناطق والقبائل قبل يوم من هذا الموضوع.. يوم واحد فقط لأفاجأ بهذا الصنف من الناس…
خلف نافذة مغلقة :
العندو بنزين منو عشان نجي نتبرك بيه بالله .