أخبار

متألم شوية

قال الفريق “بكري حسن صالح” رئيس الوزراء، إن حكومته متألمة لما يحدث للشعب السوداني من ضيق ومشقة في الحصول على الوقود، وأضاف في خطاب مسؤول من رجل رءوف ورحيم أمام المجلس الوطني يوم (الإثنين) الماضي، نحن حاسين بما يحدث في الشارع ومتألمين ونعلم الظروف صعبة جداً جداً، ونحن نعيشها وما ناكرين.
بهذه الكلمات ارتفع الفريق “بكري” بخطابه إلى الواقعية السياسية والصدق والشفافية والصراحة.. والإحساس بآلام الناس ومواساتهم وتطييب خواطرهم بدلاً عن الخطابات التي تثير غضب الشارع.. وعندما يشعر المسؤول بآلام الناس يرتفع مقامه.. ويبادله الشارع إحساساً مثل إحساس المطرب “محمد الأمين” بالآلام التي ألمت بمحبوبه، قالوا متألم شوية ياخي بُعد الشر عليك، ونحن في هذا المقام لا نملك إلا القول للفريق “بكري حسن صالح” أنت تبرى من الألم!! وجسد الفريق “بكري” بخطابه الذي وصفه بعض أعضاء البرلمان بالدبلوماسي أي الحالم صورة ذلك القائد الثائر “أحمد حسن البكر” رئيس العراق ما قبل “صدام” حينما ذرف الدموع وسط مزارعي البلح في شط العرب، حينما حل بالنخيل المرض، وقال قولته الشهيرة (نشعر بأننا أصغر منكم مقاماً) وفي تاريخ الإنسانية هناك قادة قلوبهم رقيقة وعيونهم تفيض بالدموع.. ومن هؤلاء القادة الرئيس الفرنسي “جاك شيراك”.. ورئيس غانا الثائر “كوامي نكروما” الذي حينما تزوج من فتاة مصرية وزفته الغانيات بالموسيقى.. اعتذر لهن عن اختياراته الشخصية في الزواج من أجنبية.. وكان د.”عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم السابق من المسؤولين الرءوفين الرحيمين.. ومثله الراحل “مجذوب يوسف بابكر” والشاعر والأديب “عبد الباسط سبدرات”.. وقد شبعت بلادنا من (القوي الأمين) وانتهى عصر القوة والشدة.. وجاء زمان الرءوف الرحيم بهذا الشعب المسكين الذي لا يستحق أن (يعايره) بعض قادته بقبيح الكلام وفسل الحديث.. ويمتن عليه د.” الحاج آدم يوسف” بأن السودانيين كانوا يستحمون بصابون الغسيل ولا يملكون إلا عدداً محدوداً جداً من القمصان والبناطلين والسراويل.. وفي البرلمان الذي خاطبه “بكري” بمنطق مقبول وأطروحة واقعية.. قال نائب برلماني جاءت به قسمة الحوار الوطني إن الرئيس صبر كثيراً على الشعب المتعب!! ولكن رئيس الوزراء يعتذر لشعبه عن الضيق والعنت والمشقة التي حلت به جراء السياسات الاقتصادية، ووجدت كلمات “بكري” الارتياح وسط عامة الناس وشجعه أحدهم كان جالساً بالقرب من بائعة أطعمة في شارع المطار بعد أن تناول وجبة إفطار من العصيدة وشرب القهوة ووضع (سفة التمباك) بين شفتيه بقوله: (ينصر دينك يا “بكري”).
نعم للخطاب السياسي اللين.. الذي يقدر تضحيات الناس وثقتهم التي لم تتزعزع بعد في الرئيس “البشير” وحكومته، ونعم لأفعال المسؤولين التي تضعهم في مقامات القادة الكبار لا الموظفين الصغار.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية