شهادتي لله

رحلتنا إلى” القاهرة “.. مختلفة جداً !

شاركت في وفود رسمية وإعلامية وشعبية كثيرة سافرت خارج السودان، لكن الوفد الشعبي الذي ينهي اليوم (الخميس)، زيارته إلى القاهرة، برئاسة البروفيسور” علي شمو “كان مختلفاً جداً .. شكلاً وموضوعاً، وأرجو أن يكون لبنة تتأسس عليها مبادرات أخرى في مسار العلاقات الشعبية بين السودان والدول العربية والأفريقية من حولنا .
قدم أعضاء الوفد أداءً رفيعاً يشبه أهل السودان، في جميع المقابلات التي أجراها مع المسؤولين المصريين وكان مشرفاً في كل الفعاليات الثقافية والفنية التي شارك فيها .
كما أن اللافت أن هذا الوفد دون غيره من الوفود، مارست لجنة تنظيمه سياسة تقشف نادرة على عضويته، فلم تكن هناك نثريات لا بالدولار .. ولا باليورو .. ولا بالجنيه المصري ولا السوداني !! ويبدو أن تشكيلة الوفد التي ضمت رجال أعمال شباب ورموز وطنية ميسورة الحال قد ساعدت في سكوت الجميع عن التعليق على صراحة السفير” علي يوسف” منسق الرحلة مع مجلس الصداقة الشعبية، عندما تحدث في أول اجتماع مع الوفد بعد وصوله (القاهرة : (أرجو أن تعذرونا، فلن تكون لديكم نثريات وأنتم تؤدون هذه المهمة الوطنية بالغة الأهمية وتمثلون مصالح الشعب السوداني في مصر، لم يعقب أحد وبالتأكيد لم يغضب أحد، كما رأيت في وفود أخرى يسعى البعض للالتحاق بها وهمه (النثرية) !!
لست في مقام تقييم أداء عالم وخبير إعلامي عالمي وحكيم سياسي من الطراز الأول مثل البروف” علي شمو”، لكنه بحق كان قمراً منيراً سطع من جديد في كل منتديات القاهرة بعد أن تعلم فيها فنون الإعلام ومهاراته في خمسينيات القرن المنصرم من وراء مايكرفون إذاعة (ركن السودان) التابعة للإذاعة المصرية .
ولست في مقام يسمح لي بتصحيح آراء الشيخ الجليل المعلم الكبير” أحمد عبد الرحمن محمد ” وزير الداخلية الأسبق في عهد الرئيس الراحل” جعفر نميري “وأحد مؤسسي الحركة الإسلامية في السودان، فقد عبر عن مشاغل الشعب السوداني تجاه مصر تعبيراً صادقاً وأمينا .
وكان السفير المخضرم” علي يوسف “دينمو هذه الرحلة فأجاد وأحسن في مهمته .
أما الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية المهندس” عبد المنعم السني “فقد تنازل لشيوخه الحكماء عن مقعد القيادة وكان مهندساً بهدوء لمسار الرحلة، يعاون بتواضع، ويطايب ويتحدث في المنابر، وكان في غاية السعادة بنجاح مهمة الوفد الذي شغل صحف ومنتديات وأسافير الخرطوم والقاهرة على حد سواء .
اللون والموضوع المختلف كان مشاركة أسقف الكنيسة القبطية بأم درمان وشمال السودان الأنبا” صرابامون”، رجل الدين المسيحي المثقف المهذب الذي تحدث عن وفدنا كثيراً فأحسن التعبير وكان عميقاً في مداخلاته ووفياً للسودان وأهله، لا يفرق بين مصري وسوداني رغم أنه جاء السودان قبل (25) عاماً .. التحية لهذا الرجل الجدير بالاحترام .
وقد لمع في هذه الرحلة شباب أقمار خدموا بلادهم بإخلاص وتجرد وكانوا في منتهى الروعة والتميز، من بينهم المهندس” جمال حمدان “هذا الشاب الدبلوماسي الشعبي المطبوع، ورجل الأعمال الشاب” زاهر الصديق “الذي كان من منسقي الرحلة بفكره وماله وخفة ظله، كما ظهر بشكل لافت الأخ المهندس” قبيس أحمد المصطفى “أمين العلاقات العربية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم وهو شاب له مستقبل مشرف إن شاء الله .
أسرة السفارة بقيادة السفير الرفيع” عبد المحمود عبد الحليم “ونائبه الدكتور” عبد الحميد البشرى “والوزير المفوض” إدريس محمد علي “كانوا قريبين جداً من الوفد، و قد احتفوا به احتفاءً يليق به ويليق بسفارتنا في أم الدنيا .
علاقتنا بمصر إستراتيجية .. ممتدة .. لا تنقطع أبداً .. مهما اشتد حبلها شهراً أو شهرين، ولكن لا فكاك .. لا فكاك .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية