{ منذ أن أعلنت الحكومة الأمريكية رفع الحظر الاقتصادي عن بلادنا وحتى اليوم، ونحن نسمع ونطالع تصريحات متشابهة من وزراء القطاع الاقتصادي ومن محافظ بنك السودان، تؤكد رغبة مؤسسات أمريكية وأخرى أوربية في العمل والتعامل مع المصارف السودانية ومع القطاع الخاص السوداني، ولكن حتى الآن لم تتحول هذه الرغبات إلى فعل يتحقق على أرض الواقع عبر عودة انسياب التعاملات البنكية بيننا وبين هذه البلدان، حيث ما زالت مصارفنا خارج شبكة التعاملات المصرفية العالمية.
{ كما ظللنا وعلى فترات متباعدة نسمع عن فتح أبواب للاستثمارات لدخول شركات عالمية وعن رجال أعمال أعلنوا استعدادهم للاستثمار في كافة القطاعات الاستثمارية المختلفة بالسودان أرض الفرص، والبدء في عرض هذه الفرص بجانب إقناع المستثمرين عن إمكانية عودة التعاملات المصرفية الخارجية وسهولة انسيابها بعد رفع الحظر وإقناع المواطن بهذا التحول الذي يساهم في إنعاش الاقتصاد، وهذا ما لم يحدث ولم يلح حتى بريق أمل في الأفق القريب أو البعيد بحدوثه، بل الواقع يؤكد أن أحوالنا الاقتصادية كانت في مستوى أفضل بكثير خلال فترة (ما قبل رفع الحظر) حتى أن الكثيرين تمنوا لو أن الحظر الأمريكي بقي في مكانه ولم يرفع، لأنه ومجرد رفع هذا الحظر الاقتصادي نزلت علينا ألوان من عذابات الأزمات والمحن الاقتصادية القاسية، وقبل أن تكتمل صدمتنا بأزمة تلحق بنا أزمة أخرى أكثر قسوة!!
{ أيضاً ظللنا نسمع تصريحات وزير المالية “محمد عثمان الركابي” عن قرب انفراج الأزمة الاقتصادية وتوفر السلع الضرورية واستقرار الأسعار، وكما ظل وزراء النفط يخرجون علناً بتصريحات البشريات عن الفرج القريب الذي يؤكد انتهاء أزمة الوقود نهائياً، بالإضافة لمواصلة محافظ بنك السودان، السيد “حازم” في تصريحاته المضللة التي تعلن عن انتهاء أزمة انعدام السيولة في المصارف خلال أسبوع، ومرت شهور وما زال الواقع المرير ومشاهد اصطفاف السيارات في محطات الوقود وصفوف العملاء على منافذ الصراف الآلي، بالإضافة إلى الازدحام داخل البنوك ومواصلة الصرف الجزئي.
{ وضوح أخير:
كل هذا وغيره يؤكد أن المسؤولين بالقطاع الاقتصادي عندنا فشلوا في إدارة الأزمات، ووضع السياسات الاقتصادية الإيجابية، وحاولوا إدارة تلك الأزمات بالكلام والتصريحات البعيدة عن الواقع، بل البعيدة عن التحقق، كما استمرأوا استخدام سياسة التطمينات والتبشير بأن القادم أحلى لنتفاجأ في كل يوم بأن القادم أسوأ!!
وظللننا نسمع كلاماً بلا فعل حتى صارت العبارة المتداولة بين كل الناس (البلد دي ماشة لي وين)!!