حوارات

عضوالبرلمان المنشق عن سلفاكير جاستن جوزيف مارونا في حوار لـ(المجهر)

سلفا كير لا يستطيع طرد قطاع الشمال وحركات دارفور لأن خروجها يعني نهاية جوبا!!

الوضع الإنساني في جنوب السودان سيء للغاية.. وسلفا كير سبب الأزمة
إثيوبيا مستفيدة من الوضع الحالي لأنها تسيطر على سوق جوبا بتصدير الخمور
المعارضة تطالب بحل البرلمان والحكومة اقترحت زيادة مقاعده إلى (650) بغرض التماطل
تعبان دينق وباقان ومشار انسلخوا من الحركة الشعبية الأم لكن تعبان عاد لأجل السلطة!
(إيقاد) تقف مع سلفاكير لأنها تمثل الدول الثلاث يوغندا وكينيا وإثيوبيا

حوار- فائز عبد الله
كشف العضو البرلماني المنشق عن حكومة دولة جنوب السودان جاستن جوزيف .. عن أن دولة جنوب السودان قامت بمنح دولة كينيا خمسة بنوك للاستفادة من النفط، وأضاف إن الدول الثلاث تسيطر على السوق بدولة الجنوب وتقوم بمسؤولياته.. وأن هناك الكثير من الخروقات التي تقوم بها حكومة الجنوب في القانون والدستور العام، وسلفا كير قام بتوظيفها لنفسه.. فإلى الحوار التالي:
* هناك لقاءات ومقترحات دفعت بها (إيقاد) لإعادة إحياء الاتفاقية؟
– القضايا التي تم طرحها في الاتفاقية كثيرة، وقد حدثت اختلافات بين التنظيمات والمجموعات الأخرى المعارضة، ومجموعة رياك مشار وحدها والحكومة وحدها أيضاً.
وهذه المجموعات اقترحت تنحي وإبعاد سلفاكير ومشار ورفضت المعارضة وطالبت بأن ترجع الولايات إلى 10 ولايات، وأيضاً حل الجيش الشعبي لأنه قبلي وليس جيش دولة، واستبداله بجيش جديد يضم جميع أبناء الجنوب.
* تعقيدات في علاقة الحكومة بالمعارضة فيما يتعلق بالمعالجات السياسية والوضع الدستوري؟
– نعم .. فالحكومة تطالب بحل البرلمان وتقليص عضويته والمعارضة ترفض المقترح لتكون عضوية البرلمان 650 عضواً، أي بزيادة 250 عضواً، فالوضع لا بد له من إصلاح للمؤسسات إصلاحاً كاملاً، وما يتم الآن هو استنزاف للموارد، وهناك تجاوزات عديدة استنزفتها .
* كيف هو الوضع الإنساني الآن في جنوب السودان؟
– جزء كبير من جنوب السودان وقع في المجاعة الآن، والحكومة هي السبب الرئيسي لأنها رفضت السلام، وأعلنت الحرب ووضعت حواجز للمنظمات لكي لا يصل الغذاء للمواطنين المتضررين، وهناك نزوح باستمرار للمواطنين وهم لا يستطيعون مواصلة الزراعة أو مساعدة أنفسهم، ونحمِّل حكومة سلفاكير مسؤولية المجاعة.
* أين المشاريع الزراعية .. ولماذا لم تفلح في تخفيف المجاعة؟
– لا توجد مشاريع زراعية، والحكومة ليست لديها أفكار وعملت على إبادة المشاريع الزراعية، وتعمل لتؤسس لنفسها البقاء في السلطة وحتى المناطق التي كانت بها مشاريع ضخمة مثل مشروع منقلا والزاندي وسكر ملوط تعطلت بسبب نظام سلفا كير، والحكومة ليست لديها رغبة في قيام المشاريع أو إعانة المواطنين.. بل المنظمات هي التي تقوم بمساعدة المواطنين والحكومة قامت بإيقاف المنظمات، ولم تقم هي بأي دور في إنشاء المشاريع.. المنظمات قامت برفع قدرات المزارعين وعملت على تحسين البذور الزراعية.
* هل تتوقع أن يفضي ما تقوم به (إيقاد) من دور إلى سلام؟
– (إيقاد) قامت بإجراء اتصالات مع المعارضة والمجموعات، والبعض منها ترى أنها أي ايقاد منحازة إلى سلفاكير لذلك ترفض الاستجابة .
* لماذا لم يضغط البرلمان لمحاكمة القيادات التي قامت باختلاس المال العام الأمر الذي تسبب في المجاعة؟
– سلفا كير الآن يستخدم أموال الدولة وأصبح يشتري الأشخاص فردًا فرداً، وقام بدفع مبالغ لدولة كينيا لتنفيذ الاعتقالات، وتم اعتقال عدد من قادة المعارضة في كينيا، وأيضاً خصص أموالاً لتجنيد أبناء قبيلة النوير لإعادتهم إلى الحكومة، ويستخدم الأموال لشراء الناس وحتى هذه القيادات إذا رجعت للحكومة لن تجد شيئاً، وسيظل الوضع كما هو، والدكتور رياك مشار لم يستطيع الاستمرار في الدولة حتى لعدم قبوله اختلاس الأموال.
* ما هو دور ومواقف تعبان دينق؟
– يمثل الرئيس سلفاكير منظومة من المتهمين يقومون بالاستيلاء على السلطة والهيمنة على أساس الحكم في دولة الجنوب، وتعبان رجل غير موثوق به في الحكومة وهو خائن، غير صادق وظل يقوم ببعض الممارسات المعروفة من وقت لآخر، ويتعامل باتفاقات سرية مع سلفا كير منذ أن كان مع الدكتور مشار، ودكتور رياك مشار أخذ بعض الإجراءات وقام بإبعاده من حكومة الوحدة.
* هل أغرى سلفاكير تعبان دينق بالمال لينشق عن مشار؟
– تعبان من قبيلة النوير وولاية الوحدة، وتعبان زول خائن ونفسه ضعيفة، وما عندو إيمان، ويمكن أن ينقلب عليك من أجل مصلحته، وهو إنسان متذبذب في رأيه السياسي، وقد كان والياً لولاية الوحدة وطرده سلفا كير، وتعبان معروف بالخيانة مرة مع سلفا كير ومرة مع الدكتور مشار، وإذا لم يجد المال سيترك سلفاكير، وتعبان كانت عنده نسبة (2%) من عائدات النفط بالجنوب، ولم يعمل أي تنمية في ولاية الوحدة، ولا توجد مستجدات في منصبه الحالي، وإذا لم يتلق مالاً من الحكومة سيتركها.
* المجتمع الدولي يتخوف من أن تقوم حكومة جوبا بتوظيف الإغاثة لصالح الحرب بدلاً من المواطنين؟
– نحن لدينا نفس الشكوك في توصيل المساعدات من قبل الحكومة لأنها في بداية الأمر رفضت إعلان المجاعة، وحالياً كيف تقوم بتوصيل الإغاثة للمواطنين والخوف أن تستخدم الحكومة الإغاثة والمعونة لتمكين نفسها، خاصة أنها منعت المنظمات من العمل في مناطق المجاعة، والحكومة ستستخدم الإغاثة لنفسها، ولديها مشكلة مالية ضخمة، وحتى الجيش الشعبي لا يملك القدرات المالية، ونحن لا نقبل أن توظف هذه الإغاثة للحكومة.
والحكومة تتحدث أن عدد المواطنين المتضررين من المجاعة ألفين مواطن، ولكنهم أكثر من (2) ألف، ويمكن أن يصل المتضررون إلى (2) مليون، وهناك (80%) من مواطني جنوب السودان يحتاجون للإغاثة
* كيف تنظر المجموعات التي يقودها تعبان دينق (مثيانق أنيور) التابعة لقبيلة الدينكا؟
– مليشيات (مثيانق أنيور) قامت بقتل ونهب المواطنين، وهذه الحكومة لا تمثل الشعب بل تمثل المواطن الذي ينتمي لقبيلة الدينكا، والانتهاكات في الجنوب أصبحت ليست أمرًا سرياً، بل تتم في كل مكان وأمام ناظريك، لأن الجيش الشعبي أصبح عبارة عن مليشيات مثل (مثيانق أنيور) أضف إلى ذلك أن (99%) من قواته من أبناء الدنيكا، وهؤلاء الجنود لو ارتكبوا انتهاكات لا تحاسبهم حكومة سلفا كير وأيضاً الأمن العام (99%) من أبناء الدينكا وقوات حرس الصيد جميعهم من قبيلة واحدة
* هناك من يتحدث عن تصاعد القتل على أساس الهوية في جنوب السودان فهل هناك إحصائيات مثل تلك الانتهاكات؟
– منذ العام (2012م) ظل القتل في مدينة جوبا وغيرها مستمراً، ولو نظرت للإحصائيات تجد أن (80%) من الذين قتلوا من غير أبناء الدينكا، وسلفا كير جعل السلاح في أيدي أبناء الدينكا ووظفه لارتكاب الجرائم.
* خروج وخلافات قيادات الحركة الشعبية الأم (مشار وباقان وربيكا وسلفاكير وتعبان دينق) وغيرهم هل لأجل السلطة؟
– خروج مشار ومجموعة العشرة بقيادة باقان أموم وربيكا ودانيال، وغيرهم من القيادات، وخرج تعبان دينق وعاد إلى الحكومة، وأيضاً مجموعة سلفاكير قوضت الدستور والقانويين وحتى البرلمان يستجيب لسلفاكير وهو البيجيز، وهذا نظام مجموعة وقبلية محددة .
* في هذه الظروف كيف تنظر للانتخابات المقبلة؟
– الانتخابات ستكون انتخابات غير نزيهه أولاً والحكومة الموجودة ستستمر لأنها غير شرعية، وتعلم أنها لا يمكن أن تقام انتخابات لسببين: (إيقاد) وتمثلها الدول الثلاث تقف مع سلفاكير ولا تستطيع الضغوط عليه، والحزب الحاكم هو المسيطر على الوضعية.
* هل ستعود وتتوحد الحركة الشعبية مجدداً؟
– رايي أن تكون هذه القيادات أحزاب وجود سلفاكير في السلطة والحزب يعني الحزب الحركة الشعبية لا يلتزم بشئ أي شخص يكون حزب لنفسه لكي لا يعود إلى الحركة الشعبية.
* هناك حديث عن مشاركة القوات المصرية في الصراع الجنوبي الجنوبي؟
– دولة جنوب السودان أصبحت دولة مفتوحة والحكومة الموجودة في جوبا غير حقيقية، وهي لا تعرف التزاماتها ودولة مصر ترى أن الحكومة ضعيفة، لذلك لابد أن تتعامل معها، والحكومة المصرية تموِّل حكومة جوبا بالسلاح والطائرات والدبابات، وهذه أشياء واضحة جداً، وحتى دول الجوار مثل أثيويبا ويوغندا وكينيا ترى أن الحكومة في جوبا ضعيفة ومصر تعتقد أن مشكلتها في مياه النيل، ولكن إذا تولى دكتور مشار السلطة سيتوقف كل هذا الكلام الفارغ.
* كيف تنظر لزيارة سلفا كير لدولة أثيوبيا وتنفيذه اتفاقيات معها؟
– أعتقد أن هذه الاتفاقيات لا تحقق شيئاً لجنوب السودان لأن الفقر في أثيوبيا أكبر منه في جنوب السودان، ولا تملك أثيوبيا القدرة لمساعدة دولة الجنوب، وكيف يمكن أن تمول الخدمات في الدولة أو الخدمات في الطرق وإنشاء الكباري والوضع الإنساني وأثيوبيا نفسها لديها منطقة مشتركة مع جنوب السودان، منطقة قمبيلا فيها مواطنون فقراء بنسبة عالية وسلفا كير يهمه أن يبقى في السلطة فقط.
* حكومة سلفا كير هل تستطيع أن تطرد الحركات المسلحة السودانية؟
– الجبهة الثورية موجودة بقياداتها عبد العزيز الحلو ومالك عقار موجودين في جوبا، ومستفيدين من الوضع الحالي والحركات المسلحة السودانية، تقوم بدفاع عن سلفاكير و تقوم بقتل المواطنين داخل جوبا.
ويومياً هذه الحركات تقتل أكثر من 3 أو 4 مواطنين في جوبا بسبب انعدام الأمن، الآن زادت جرائم الحركات الدارفورية في جوبا وخاصة في طريق راجا ولكلووك وقيادتها هناك ومراكز التدريب الخاصة بها موجودة في جونقلي وبانتيو وبور ومنطقة مندلة بالإستوائية، وسبق أن خسرنا معركة بسبب الحركات.
والآن الذين يحاربون في الجنوب هم اليوغنديون والحركات الدارفورية، وهي تحارب نيابةً عن حكومة جنوب السودان، والآن هي تمثل الحكومة لأن الجيش في الحكومة انتهى.
وحكومة جوبا لا تستطيع أن تنفذ هذه الاتفاقيات ولا تستطيع أن تطرد الحركات المسلحة لأن خروجها يعني نهاية حكومة جوبا، وإذا خرجت الحركات ستسقط الحكومة لأنها غير متماسكة، ولأن من يحاربون الآن هم قطاع الشمال والحركات الدرافورية، موقف جوبا في هذا الأمر غير مستقر، وهناك أكثر من موقف، فمرة تقول للخرطوم إنها سوف تطرد الحركات ومرة أخرى يأتي أحد قادة الحكومة في جنوب السودان ليقول حديثاً عكس هذا.
* ما هي الأدور التى تلعبها كلا من كينيا ويوغندا وأثيوبا في جنوب السودان؟
– تواجد الثلاث دول يوغندا وكينيا وأثيوبيا في دولة جنوب السودان يمثل استفادة مالية من حيث التحويلات عائدات البترول وحسابات المسؤولين، بجانب مشاركات يوغندا بقواتها وجميع هذه الدول مستفيدة من الوضع الراهن وأيضا من المستفيدين من هذه الحرب دولة كينيا ويوغندا، فهما يمولان شركاتهما الخاصة التى تحقق لهم مصالحهم الخارجية، واستفادت هذه الدول من نفط الجنوب، وقامت بتمويل مشاريعها الخاصة التي تتكون من مجموعات وسلفاكير هو المستفيد.
هؤلاء ليسوا أصدقاء للجنوب لأن همهم هو سرقة ثروات جنوب السودان فقط.
* ما هو رأيك في الوضع الإنساني في جنوب السودان؟
– الوضع الإنساني في جنوب السودان سيئ للغاية، ولا توجد مساعدات ولا استقرار لأن الحرب مستمرة، ولا يوجد غذاء
* يعاني جنوب السودان من استشراء الفساد المالي والإداري، فكيف تنظر لذلك؟
– هناك خمسة بنوك كينية مستفيدة من التحويلات الخاصة بالمسؤولين والمواطنين بجوبا، وأيضاً مشاركة دولة كينيا في الحرب باتفاق مع حكومة سلفاكير، وتستلم حكومة جوبا عائداتها المالية من البنك المركزي، وتأتي عن طريق البنوك الكينية المستفيدة، وإثيوبيا مسيطرة على السوق بتجارة الخمر والكحول.
وقبل (4) سنوات قام (75) موظفاً بسرقة (4) مليارات عبر البنوك الكينية التجارية. وتم تحويل الأموال خارج الدولة عبر أشخاص يرأسهم سلفا كير، وهم شاركوا في أن تذهب الأموال خارج الدولة.
* وضع المعتقلين السياسين من بينهم الناطق الرسمي أين دور البرلمان؟
– حكومة جوبا أسقطت القوانين والدستور والشرعية، وقامت بخروقات في القانون واستخدمته ضد المواطنين.
وتعاونت مع حكومة كينيا وسلفاكير للقبض على قيادات المعارضة، والحكومة ليست قادرة على شرح موقف جميس قديت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية