هل الخرطوم تقرأ؟!: معرضٌ الكتاب .. إقبالٌ ضعيفٌ وسوقٌ بائرة
احتضن معرض الخرطوم الدولي، كعادته في كل عام، معرض الكتاب الدولي، وظلت أبوابه مشرعة على كل صالاته التي ضاقت بالكتب رغم اتساعها، لكن للأسف التي ظلت سوق هذا العام كاسدة داخل أجنحة المعرض المختلفة. وبشهادة العاملين في المعرض والزوار فإن معرض هذا العام ظل خاملاً، حيث كان الإقبال عليه ضعيفاً جداً مقارنة بالأعوام السابقة.. وربما القارئ السوداني أصبح مشغولاً بأولويات أخرى، ينفق عليها أمواله ليس الكتب من بينها، وما عادت الخرطوم تقرأ، ولكي لا يتهمنا القراء بالمبالغة في (كساد) سوق معرض الكتاب، دعونا نأتي إليكم بإفادات من كل الأطراف:
(1)
يقول مشرف على أحد الأجنحة، فضل حجب اسمه: لا توجد مقارنة بين هذا العام وسابقه، لجهة عدم الإعلان عن هذا المعرض في وقت مبكر، بل لا يوجد إعلان أصلاً، ربما أذيع إعلان واحد فقط في الإذاعة وعلق آخر على لافتتين، إحداهما في شارع القصر والأخرى في وزارة الثقافة ذاتها، وأنا شخصياً لحقت بالمعرض في يومه الثاني لأنني لم أسمع به إلاّ متأخراً جداً، كذلك يجب أن نعترف أن هناك تقصيراً كبيراً من الإعلام في الترويج للمعرض، ربما ذلك يعزي إلى ضعف اللجنة الإعلامية خاصته.
(2)
وفي ذات السياق أثنت السيدة “زينب عبد الله” إحدى زائرات المعرض، على جهود الوزير السابق “السموأل خلف الله” الذي وصفته بالديناميكية وسعة الأفق والمعرفة في هكذا أمور، وأضافت: في الدورة الماضية ظهر “السموأل” في برنامج (مساء جديد) بقناة النيل الأزرق وهو يدعو كل المواطنين لزيارة معرض الكتاب، مذكراً بأهمية القراءة والإطلاع، واستطردت مداعبة: (ده ما كسير ثلج) لكنها شهادة لله، وأنا لا أعرف الرجل ولا تربطني به علاقة شخصية.
إلى ذلك قال “عبد الإله مأمون” الذي وجدناه في جناح مراجع أكاديمية باللغة الانجليزية: ربما بسبب الظروف الاقتصادية وانخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار ارتفعت أسعار الكتب هذا العام بشكل جنوني، لذلك قل الإقبال على اقتنائها، كما أن هنالك عوامل أخرى من بينها تقاعس إدارة المعرض عن الترويج الكافي له، ما أصابه بالبوار، ورغم أن يومه الختامي سيكون اليوم (الخميس)، إلا أنه – وإلى الآن – يبدو وكأنه مغلق..!