بكل الوضوح

سياسة صراعات المصالح ..!!

عامر باشاب

{ الكيانات السياسية السودانية جمعيها أصيبت بفيروسات الصراعات والانقسامات، وللأسف الشديد هذه الصراعات وتلك الانقسامات التي ضربت أحزابنا في مقتل، وفرقت بين قياداتها ليست بسبب الاختلاف على مواقف مساندة للحفاظ على حقوق جماهير الحزب، بل جميعها بسبب البحث عن المصالح الذاتية والمكاسب الشخصية في السباق حول اقتسام (الثروة والسلطة) .
{ ما يدل على ذلك أن الساحة السياسية الآن تحولت إلى حلبة كبيرة للصراعات الحزبية التي جعلت الحزب الواحد ينشطر ويتفكك خلال العام الواحد إلى عدد من الأحزاب (وكل حزب بما لديهم فرحون) نعم إنهم فرحون دائماً بنصيبهم في المناصب والمكاسب، ومبسوطون باقصاءئهم للآخر، وحتى إذا كان هذا الآخر هو من بني جلدتهم الحزبية !
{ والغريب والعجيب في الأمر أن وهج السلطة وبريق الثروة جعل هؤلاء يفجرون في خصومتهم لـ(إخوانهم) أو لـ(رفاقهم) أو لـ(احبابهم) لدرجة وصلت إلى تصفية الحسابات بالشتائم والاستخفاف، بل والتشكيك في الذمم والتشفي بكشف وفضح كل ماهو مستور ومختبيء من إخفاقات و فساد .!!
{ والمدهش حقاً أن غالبية السياسيين المتصارعين الان داخل وخارج أحزابهم في أول ظهور لهم علي شاشة المشهد السياسي إدعوا أنهم أتوا فقط من أجل عيون الشعب وخدمته ورعاية مصالحه والاهتمام بقضاياه والمدافعة عن حقوقه . لكنهم بمجرد أن اعتلوا عرش السلطة فاجأوا الجميع بإدارة ظهورهم للشعب مركزين اهتمامهم بقضاياهم الخاصة ورعاية مصالحهم ومصالح ذوي القربى والانتماء .
{ مؤخراً طفت على السطح دراما (التمرد الحزبي) وأبطالها الكثير من الشخصيات الحزبية من الذين لمعت اسماؤهم تحت بريق وهج السلطة، وهؤلاء وبسبب إبعادهم – أي حرمانهم من استمرارية الجلوس على الكراسي الوزارية والاستشارية وغيرها من المناصب والمكاسب- أعلنوا تمردهم وانقلابهم على قياداتهم داخل الحزب . ورفعوا عصا العصيان ..(يا فيها يا نقلب سافلها عاليها).
{ وضوح أخير :
{ للأسف الشديد هذه أخطر الأزمات والمحن التي يعاني منها الوسط السياسي عندنا، والذي ظل يفقد قيم ومباديء الوطنية والقومية التي اتفق عليها السابقون، من أخيار السياسيين الوطنيين بمختلف انتماءاتهم وألوانهم الحزبية
{ ولهذا وكثير غيره نقول إذا كان هذا (الحال المائل) يتكرر يومياً وبالكربون في صفوف كل الأحزاب والحركات السياسية السودانية مؤدياً إلى زلزلتها فعلى دنيا السياسة السلام ..!!
{ من يتصارعون ويتحاربون بعنف الآن داخل كياناتهم السياسية ممارسين سياسة الإقصاء وتصفية الحسابات بدافع حب السلطة والاحتفاظ بالمناصب هل نتوقع أن يحكِّموا فينا قيم العدل؟!
{ وهؤلاء (القياديون) الذين ظلوا يتمردون ويعتدون على بعضهم البعض هل ننتظر منهم أن يبسطوا السلام في ربوع بلادنا .
{ يا حليل زمن الأحزاب السياسية النظيفة واللعب السياسي النظيف والسياسيين النبلاء من أمثال الزعيم إسماعيل الأزهري والسيد محمد أحمد المحجوب (أول رئيس وزراء منتخب بعد الاستقلال) ومبارك زروق (أول زعيم للمعارضة) والسيد يحيى الفضلي (مؤسس حزب الأشقاء)
{ هؤلاء وغيرهم من زعامات الحركة الوطنية السودانية ضربوا أروع أمثال الحكمة والحنكة السياسية في ذلك الزمن الجميل، وكما حكى لي عمنا البرلماني والنقابي الوطني الراحل سر الختم حسن غرباوي: كانوا يتنافسون ويتصارعون في ميادين السياسة بحكمة وشرف ووطنية، ويلتقون بعيدا عنها بكل الألفة والحب والأخوة الصادقة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية