رشان أوشي
* مات الثائر العظيم جيفارا على يد الغدر وخيانة الرفاق، وهو الطبيب الثري، الذي ترك ماله ونسبه وحسبه وانتحى طريق العدالة الاجتماعية ودروب الكادحين، قاد ثورات عبر القارات من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا المريضة وقتها بالفقر، الجهل، الاستعمار وبقاياه، ساهم في ثورات تحرر كثير من الشعوب، عاون رجالها وأخذ بيدهم إلى بر الأمان الإنساني، ولكنه مات مغدوراً، لم تشفع له مبادئه ولا تضحياته الجسام، ثم ترك إرثاً ثورياً لا يُنسى، لم يترك ثروةً، ولاقصوراً، إنما بيت جدرانه المباديء وأثاثه القيم الثورية التي آمن بها.
* عندما طالعت مقالاً لأستاذنا الحبيب بكري المدني يتحدث فيه عن بيت امتلكه السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، وحصل عليه بتسهيلات من والي الخرطوم السابق ، لم ينتابني أي شك في أن بكري المدني قد غُرر به، وأن من ملَّكه تلك المعلومات المضروبة استخدمه لخدمة أجندته الخاصة، فالخطيب إن كان يسعى لامتلاك البيوت والأموال، فالطريق إلى المؤتمر الوطني من أقصر الطرق للثراء، ولكنه اختار حزب الطبقة العاملة، وطريق البسطاء.
* ما يميز الحزب الشيوعي عن بقية رصفائه هو صرامة لائحته الداخلية، التي لا تتهاون في فصل أعلى هرم القيادة إن ثبت حياده عن مباديء الحزب وخطه السياسي، لذلك لن يجرؤ الخطيب وإن سوَّلت له نفسه على ارتكاب حماقة كهذه، وإلا لوجد نفسه خارج أسوار الحزب الشيوعي، ولأن السكرتير العام يقطن بيتاً قوامه المباديء، فلا حاجة له ببيت الخضر أو غيره.