بكل الوضوح

الفراغ والحرص على الفارغة !!

عامر باشاب

كثيراً ما أتساءل بيني وبين نفسي لماذا يحرص الكثير من المسلمين رجالاً ونساءً، وخاصة شباب هذا الزمان على الجلوس بالساعات الطوال أمام شاشات التلفاز مشدودين لمتابعة الحلقات المئوية للمسلسلات التركية والمكسيكية، ومتابعة الأفلام الهندية والعربية وغيرها، وينجذبون نحو هذه الأعمال الدرامية بكل أحاسيسهم لدرجة تجدهم منفصلين عن العالم حولهم، وبل وتظل أوهام تلك المسلسلات والأفلام تسيطر على عقولهم وتجرهم في كل الأوقات يسترجعون أحداثها ويستذكرون تفاصيلها فيما بينهم.
ولذلك كثيراً ما نجد غالبية شباب المسلمين يحرصون كل الحرص على سهر الليالي أمام أجهزة الكمبيوتر بأحجامها المختلفة، يسرحون ويمرحون ويغوصون بتعمق فيما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي يدردشون حتى الصباح في (الفارغة والمقدودة) في الوقت الذي تجد معظم هؤلاء الشباب يغفلون كل الغفلة عن طاعة الله سبحانه وتعالى الذي خلق العباد ليعبدوه، لقوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
نعم ورغم وضوح هذه الآية نجدهم يتغافلون عن طاعة الله ويهجرون العبادات وحتى القليل منهم ممن يؤدون العبادات نجدهم لا يؤدونها في وقتها ولا بصورتها الحقيقية كاملة على مستوى الخشوع.. وتجدهم يؤدون على عجل وكأنهم يؤدون واجباً ثقيلاً يخطفونها خطفاً وينقرونها نقراً لا يصبرون على أدائها بتجويد وخشوع.
ويا سبحان الله تجدهم يحتملون التواصل فيما بينهم لساعات طوال عبر الإنترنت والهاتف الجوال ولا يحتملون بضع دقائق للاتصال بالخالق.
متناسين الحساب ذلك اليوم الذي أول ما يحاسب فيه الفرد على شبابه فيما إفتائه ثم يحاسب على الصلاة التي قال فيها لله سبحانه وتعالى قولاً قاطعاً (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) صدق الله العظيم.
{ آخر الكلام:
الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال جعلت غرة عيني في الصلاة.. والصحابة والسلف الصالح كانت قلوبهم وعقولهم مرتبطة بمواعيد الصلاة وكانوا عند إقامة الصلاة ينقطعون عن الدنيا وما فيها ويقبلون إلى الله بقلوب خاشعة مطمئنة.
أخيراً وفي هذا اليوم المبارك (الجمعة الجامعة) لكل الخيرات والبركات أدعو لجميع شبابنا بالدعاء المأثور..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية