بكل الوضوح

تنافس في الاتجاه المعاكس !!

عامر باشاب

{ إذا كانت المحطات الفضائية المرئية والمسموعة في البلدان حولنا تسخر كل امكانيتها الفنية والمالية وتشعل الحماس بين فرق العمل لإنتاج برامج متنوعة ونوعية تتناسب مع شهر رمضان الكريم الذي يشتد فيه التنافس الإبداعي المفتوح، وتحشد له كل الأشكال البرامجية التي توظف حسب احتياجات الصائم خلال ساعات اليوم الرمضاني، فهنا عندنا بالداخل نجد الفضائيات تتنافس في الاتجاه المعاكس، حيث أنها مازالت تحصر استعداتها للشهر الفضيل وتسخر امكانياتها فقط لإنتاج برامج الأغاني، لدرجة تجعلك تشعر بأن التنافس بين هذه الفضائيات ارتكز على هذه النوعية من البرامج التي تستهدف جذب الجمهور السوداني الذي عُرف بعشقه وولهه اللا محدود بروائع الأغنيات الأصيلة، خاصة تلك التي أبدع في تقديمها عمالقة ورواد الأغنية السودانية.. كل الفضائيات اختارت أن يكون برنامجها الرمضاني الأول الذي تراهن عليه من فصيلة الأغاني.!!
{ نعم الأغنيات خاصة المعتقة بأصالتها وروعتها مطلوبة في شهر رمضان، لأنها من أدوات الترويح على النفس و(النفس) كما قال رسولنا الحبيب المصطفي (إذا كلت ملت) ولكن أن تكون برامج الغناء هي الوحيدة الموضوعة في دائرة اهتمام مدراء المحطات الفضائية، بل إنها أصبحت شغلهم الشاغل يجلسون الساعات الطوال في التحضير لها، ويصرفون الأموال الطائلة للبروفات الأولية والبروفات النهائية، ويجتهدون بكل السبل لاستقطاب الجهات الراعية والجهات الداعمة .
{ العجب العجاب في الوقت الذي تتنافس فيه المحطات الفضائية الخارجية على استقطاب رجال الدين للاتفاق معهم لتسجيل برامج نوعية تبدأ بها التحضيرات الأولية لبرامج رمضان، تأتي بعدها برامج المنوعات وحصة الدراما، نجد قيادات الفضائيات عندنا يفرضون طوقاً من السرية على مراحل إنتاج و تسجيل برامج الأغاني خوفاً من رجال الدين ظناً منهم بأن كل رجال الدين ضد الغناء، والحقيقة هي أن معظم رجال الدين لم يرفضوا تقديم برامج الأغاني الأصيلة، ولكنهم احتجوا فقط على التوقيت الذي تقدم أو تبث فيه هذه البرامج خشية من أن تتسبب في حرمان الكثيرين من أداء صلاة العشاء والتراويح في وقتها وفي جماعة . ويدخلون في زمرة (الذين هم عن صلاتهم ساهون).. ومن المعلوم حتى تلاوة القران تمنع في حالة أنها تشغل عن الصلاة في وقتها .
{ وضوح أخير :
{ إذا قدر الله العلي القدير أن يكون شهر رمضان هو الوقت الذي ترتفع فيه نسبة المشاهدة وعبر هذه المشاهد الحاشدة تملأ الفضائات خزينتها من أموال الإعلانات والرعايات، فمن الأولى للقائمين على أمر هذه الفضائيات أن يعطوا هذا الشهر الفضيل حق قدره وأن يشكروا الله عملياً وفعلياً في رمضان ويحمدوه على كل نعمة من نعمه الكثيرة.
{ حقاً إذا كان القائمون على أمر المحطات الفضائية عندنا يخشون انتقادات رجال الدين ولا يخشون الله فهذه مصيبة .. !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية