الكل في بلادنا مشغول بأزماته الداخلية من غلاء معيشة وأمن واستقرار وسلام وفساد وقطط سمان ثم العمل لحسن جوار مع دول الجوار وعودة متوقعة “للمهدي” أو لا عودة بعد توجيه جملة اتهامات له، بعد أن أصبح رئيساً لـ(نداء السودان) بما فيها الجماعات حاملة السلاح.. وجاءت أخبار ترشيح السيد الرئيس لرئاسة أخرى في 2020 من حزبه وسائر أحزاب الحوار الوطني لتضيف إلى تلك المشغوليات.
وبلادنا (الدولة) لها اهتمامات خاصة بالشأن الإقليمي المضطرب والذي تهدده مشكلات وأزمات ينبغي حلها كمشكلة (سد النهضة) بين الجارتين (جمهورية مصر العربية ودولة إثيوبيا) أما الأوضاع في سوريا واليمن والجماهيرية الليبية فحدث ولا حرج، وقد ظلت الأوضاع اللإنسانية واللا قانونية الإسرائيلية في غزة وفلسطين إجمالاً إضافة أخرى لتلك الأوضاع كما الوضع في دولة جنوب السودان التي تعطيها السُلطة في السودان اهتماماً خاصاً شأن الاهتمام بما يجري من خصومات وملاسنات ومشاحنات بين دول الخليج التي عزلت عن تجمعها الخليجي المعروف ذي المصالح والارتباطات لدولة قطر لتصبح هناك حرب إعلامية واقتصادية ودبلوماسية.
لكن – كما يقولون- هذا كله (كوم) والوضع العالمي كوم آخر..!
الأزمة الطويلة في سوريا وما صاحبها من فظائع إنسانية ووطنية، سوريا عربية كانت وما تزال محل نزاع وخلاف بين القطبين الكبيرين (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا).. كما الحال في جمهورية اليمن حيث الحرب الدائرة بين الحوثيين الذين تدعمهم جمهورية إيران ومجموعة الرئيس “عبد الهادي” التي يدعمها تحالف عربي وخليجي تقوده المملكة العربية السعودية والأسباب معلومة.
الأزمة في الجماهيرية ربما انتهت إلى حل سياسي وهناك حوار بين الأطراف إلا أن التدخل العالمي في سوريا وفي الشأن الإسرائيلي الفلسطيني يجعل الأمر أكثر تعقيداً. فالولايات المتحدة الأمريكية بكل إداراتها ومؤسساتها تدعم الدولة العبرية وتحميها وتحمي مصالحها وخروجاتها على القانون الدولي والإنساني وحقوق الشعب الفلسطيني بحق النقض (الفيتو) الذي يتمتع به الخمسة الكبار في النظام الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي.
فحق النقض هذا أو (الفيتو) هو الذي تتعثر بسببه الحلول السياسية والأمنية في إسرائيل وسوريا، فالمشكل بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل ما كان ينبغي له أن يظل كما هو منذ العام 1948م ويأخذ من بعد أسلوب الاحتلال والاعتداء على أصحاب الحق بصور لا إنسانية وغير حقوقية مختلفة.
وما يجري أيضاً في الجمهورية العربية السورية بكل فظائعه لم يكن له أن يستمر لولا أن الاتحاد الروسي الذي يسند النظام هناك يتمتع بحق النقض والقدرة على المواجهة.
فالحال كذلك علينا أن نسأل: إلى أين الوضع الإقليمي والدولي؟ وهو سؤال متصل بالنظام الدولي الذي ينبغي أن يصلح حاله.. والأمر لله.